[ ص: 64 ] القول في
تأويل قوله تعالى : ( من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم ( 10 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ومن وراء هؤلاء المستهزئين بآيات الله ، يعني من بين أيديهم . وقد بينا العلة التي من أجلها قيل لما أمامك ، هو وراءك ، فيما مضى بما أغنى عن إعادته; يقول : من بين أيديهم نار جهنم هم واردوها ، ولا يغنيهم ما كسبوا شيئا : يقول : ولا يغني عنهم من عذاب جهنم إذا هم عذبوا به ما كسبوا في الدنيا من مال وولد شيئا .
وقوله : (
ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ) يقول : ولا آلهتهم التي عبدوها من دون الله ، ورؤساؤهم ، وهم الذين أطاعوهم في الكفر بالله ، واتخذوهم نصراء في الدنيا ، تغني عنهم يومئذ من عذاب جهنم شيئا . (
ولهم عذاب عظيم ) يقول : ولهم من الله يومئذ عذاب في جهنم عظيم .