القول في
تأويل قوله تعالى : ( قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( 26 ) )
[ ص: 81 ]
يقول - تعالى ذكره - لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - قل يا
محمد لهؤلاء المشركين المكذبين بالبعث ، القائلين لك ائتنا بآبائنا إن كنت صادقا : الله أيها المشركون يحييكم ما شاء أن يحييكم في الدنيا ، ثم يميتكم فيها إذا شاء ، ثم يجمعكم إلى يوم القيامة ، يعني أنه يجمعكم جميعا أولكم وآخركم ، وصغيركم وكبيركم (
إلى يوم القيامة ) يقول : ليوم القيامة ، يعني أنه يجمعكم جميعا أحياء ليوم القيامة (
لا ريب فيه ) يقول : لا شك فيه ، يقول : فلا تشكوا في ذلك ، فإن الأمر كما وصفت لكم (
ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) يقول : ولكن أكثر الناس الذين هم أهل تكذيب بالبعث ، لا يعلمون حقيقة ذلك ، وأن الله محييهم من بعد مماتهم .