القول في
تأويل قوله تعالى : ( ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ( 3 ) )
[ ص: 153 ]
يقول - تعالى ذكره - : هذا الذي فعلنا بهذين الفريقين من إضلالنا أعمال الكافرين ، وتكفيرنا عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات جزاء منا لكل فريق منهم على فعله . أما الكافرون فأضللنا أعمالهم ، وجعلناها على غير استقامة وهدى ، بأنهم اتبعوا الشيطان فأطاعوه ، وهو الباطل .
كما حدثني
زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ،
وعباس بن محمد قالا ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : أخبرني
خالد أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهدا يقول (
ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل ) قال : الباطل : الشيطان . وأما المؤمنون فكفرنا عنهم سيئاتهم ، وأصلحنا لهم حالهم بأنهم اتبعوا الحق الذي جاءهم من ربهم ، وهو
محمد - صلى الله عليه وسلم - وما جاءهم به من عند ربه من النور والبرهان (
كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ) يقول - عز وجل - : كما بينت لكم أيها الناس فعلي بفريق الكفر والإيمان ، كذلك نمثل للناس الأمثال ، ونشبه لهم الأشباه ، فنلحق بكل قوم من الأمثال أشكالا .