القول في تأويل قوله تعالى : (
أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم ( 14 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ( أفمن كان ) على برهان وحجة وبيان ( من ) أمر
[ ص: 166 ] ( ربه ) والعلم بوحدانيته ، فهو يعبده على بصيرة منه ، بأن له ربا يجازيه على طاعته إياه الجنة ، وعلى إساءته ومعصيته إياه النار ، (
كمن زين له سوء عمله ) يقول : كمن حسن له الشيطان قبيح عمله وسيئه ، فأراه جميلا فهو على العمل به مقيم (
واتبعوا أهواءهم ) يقول : واتبعوا ما دعتهم إليه أنفسهم من معصية الله ، وعبادة الأوثان من غير أن يكون عندهم بما يعملون من ذلك برهان وحجة . وقيل : إن الذي عني بقوله : (
أفمن كان على بينة من ربه ) نبينا عليه الصلاة والسلام ، وأن الذي عني بقوله : (
كمن زين له سوء عمله ) هم المشركون .