القول في
تأويل قوله تعالى : ( والسماء ذات الحبك ( 7 )
إنكم لفي قول مختلف ( 8 )
يؤفك عنه من أفك ( 9 ) )
يقول - تعالى ذكره - : والسماء ذات الخلق الحسن . وعنى بقوله (
ذات الحبك ) : ذات الطرائق ، وتكسير كل شيء ، حبكه ، وهو جمع حباك وحبيكة ; يقال لتكسير الشعرة الجعدة : حبك ; وللرملة إذا مرت بها الريح الساكنة ، والماء القائم ، والدرع من الحديد لها : حبك ; ومنه قول الراجز :
[ ص: 395 ] كأنما جللها الحواك
طنفسة في وشيها حباك
أذهبها الخفوق والدراك
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ، وإن اختلفت ألفاظ قائليه فيه .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس قال : ثنا
عبثر قال : ثنا
حصين ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قوله (
والسماء ذات الحبك ) قال : ذات الخلق الحسن .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
عبد الرحمن قال : ثنا
سفيان ، عن
عطاء بن السائب ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس (
والسماء ذات الحبك ) قال : حسنها واستواؤها .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
حكام ، عن
عمرو ، عن
عطاء ، عن
سعيد بن جبير (
والسماء ذات الحبك ) قال : حبكها : حسنها واستواؤها .
قال : ثنا
حكام قال : ثنا
عمرو ، عن
عمر بن سعيد بن مسروق أخي سفيان ، عن
خصيف ، عن
سعيد بن جبير (
والسماء ذات الحبك ) قال : ذات الزينة .
[ ص: 396 ]
حدثنا
محمد بن عبد الله بن بزيع قال : ثنا
بشر بن المفضل ، عن
عوف ، عن
الحسن قوله (
والسماء ذات الحبك ) قال : حبكت بالخلق الحسن ، حبكت بالنجوم .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
هوذة قال : ثنا
عوف ، عن
الحسن في قوله (
والسماء ذات الحبك ) قال : حبكت بالخلق الحسن ، حبكت بالنجوم .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
عثمان بن الهيثم قال : ثنا
عوف ، عن
الحسن في قوله (
والسماء ذات الحبك ) قال : ذات الخلق الحسن ، حبكت بالنجوم .
حدثني
يعقوب قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية قال : ثنا
عمران بن حدير قال : سئل
عكرمة ، عن قوله (
والسماء ذات الحبك ) قال : ذات الخلق الحسن ، ألم تر إلى النساج إذا نسج الثوب قال : ما أحسن ما حبكه .
حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية قال : ثنا
أيوب ، عن
أبي قلابة ، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=811022إن من ورائكم الكذاب المضل ، وإن رأسه من ورائه حبك حبك " يعني بالحبك : الجعودة .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
عطاء بن السائب ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس (
والسماء ذات الحبك ) قال : استواؤها : حسنها .
قال : ثنا
مهران ، عن
علي بن جعفر ، عن
الربيع بن أنس (
والسماء ذات الحبك ) قال : ذات الخلق الحسن .
قال : ثنا
مهران ، عن
سعيد ، عن
قتادة قال : حبكها نجومها . وكان
ابن عباس يقول ( الحبك ) ذات الخلق الحسن .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله
[ ص: 397 ] (
والسماء ذات الحبك ) : أي ذات الخلق الحسن . وكان
الحسن يقول : حبكها : نجومها .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
محمد بن ثور ; عن
معمر ، عن
قتادة (
ذات الحبك ) قال : ذات الخلق الحسن .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله (
والسماء ذات الحبك ) قال : المتقن البنيان .
حدثت عن
الحسين قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله (
والسماء ذات الحبك ) يقول : ذات الزينة ، ويقال أيضا . حبكها مثل حبك الرمل ، ومثل حبك الدرع ، ومثل حبك الماء إذا ضربته الريح ، فنسجته طرائق .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
ذات الحبك ) قال : الشدة حبكت شدت . وقرأ قول الله تبارك وتعالى (
وبنينا فوقكم سبعا شدادا ) .
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله (
والسماء ذات الحبك ) قال : ذات الخلق الحسن; ويقال : ذات الزينة .
وقيل : عنى بذلك السماء السابعة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود قالا : ثنا
عمران القطان ، عن
قتادة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد ، عن
معدان بن أبي طلحة ، عن
عمرو البكالي ، عن
عبد الله بن عمرو (
والسماء ذات الحبك ) قال : السماء السابعة .
[ ص: 398 ]
حدثني
القاسم بن بشير بن معروف قال : ثنا
أبو داود قال : ثنا
عمران القطان ، عن
قتادة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد ، عن
معدان ، عن
عمرو البكالي ، هكذا قال
القاسم ، عن
عبد الله بن عمرو نحوه .
وقوله (
إنكم لفي قول مختلف ) يقول : إنكم أيها الناس لفي قول مختلف في هذا القرآن ، فمن مصدق به ومكذب .
كما حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
إنكم لفي قول مختلف ) قال : مصدق بهذا القرآن ومكذب .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
إنكم لفي قول مختلف ) قال : يتخرصون يقولون : هذا سحر ، ويقولون : هذا أساطير ، فبأي قولهم يؤخذ ، قتل الخراصون هذا الرجل ، لابد له من أن يكون فيه أحد هؤلاء ، فما لكم لا تأخذون أحد هؤلاء ، وقد رميتموه بأقاويل شتى ، فبأي هذا القول تأخذون ، فهو قول مختلف . قال : فذكر أنه تخرص منهم ليس لهم بذلك علم قالوا : فما منع هذا القرآن أن ينزل باللسان الذي نزلت به الكتب من قبلك ، فقال الله : أعجمي وعربي ؟ لو جعلنا هذا القرآن أعجميا لقلتم نحن عرب وهذا القرآن أعجمي ، فكيف يجتمعان .
وقوله (
يؤفك عنه من أفك ) يقول : يصرف عن الإيمان بهذا القرآن من صرف ، ويدفع عنه من يدفع ، فيحرمه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله (
يؤفك عنه من أفك ) قال
ابن عمرو في حديثه : يوفى ، أو يؤفن ، أو كلمة تشبهها . وقال
الحارث : يؤفن ، بغير شك .
[ ص: 399 ]
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة ، عن
الحسن (
يؤفك عنه من أفك ) قال : يصرف عنه من صرف .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
يؤفك عنه من أفك ) فالمأفوك عنه اليوم ، يعني كتاب الله .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
يؤفك عنه من أفك ) قال : يؤفك عنه المشركون .