القول في
تأويل قوله تعالى : ( وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ( 41 )
ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ( 42 ) )
[ ص: 433 ]
يقول - تعالى ذكره - (
وفي عاد ) أيضا ، وما فعلنا بهم لهم آية وعبرة (
إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ) يعني بالريح العقيم : التي لا تلقح الشجر .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
خصيف ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال : الريح العقيم : الريح الشديدة التي لا تلقح شيئا .
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله (
الريح العقيم ) قال : لا تلقح الشجر ، ولا تثير السحاب .
حدثنا
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، هذا الريح العقيم ، قال : ليس فيها رحمة ولا نبات ، ولا تلقح نباتا .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : ثنا
سليمان أبو داود قال : أخبرنا
شعبة ، عن
شاس قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله (
الريح العقيم ) قال : لا تلقح .
حدثني
يعقوب قال : ثنا
هشيم قال : أخبرنا شيخ من
أهل خراسان من
الأزد ، ويكنى
أبا ساسان قال : سألت
الضحاك بن مزاحم ، عن قوله (
الريح العقيم ) قال : الريح التي ليس فيها بركة ولا تلقح الشجر .
حدثنا
محمد بن عبد الله الهلالي قال : ثنا
أبو علي الحنفي قال : ثنا
ابن أبي ذئب ، عن
الحارث بن عبد الرحمن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أنه كان يقول (
الريح العقيم ) الجنوب .
[ ص: 434 ]
حدثنا
أحمد بن الفرج قال : ثنا
ابن أبي فديك قال : ثنا
ابن أبي ذئب ، عن خاله
الحارث بن عبد الرحمن يقول : العقيم : يعني : الجنوب .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله (
وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ) إن من الريح عقيما وعذابا حين ترسل لا تلقح شيئا ، ومن الريح رحمة يثير الله تبارك وتعالى بها السحاب ، وينزل بها الغيث . وذكر لنا
nindex.php?page=hadith&LINKID=811024أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : " نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور " .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، عن
ابن عباس ، بمثله .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة في قوله (
الريح العقيم ) قال : الريح التي لا تنبت .
حدثت عن
الحسين قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله (
الريح العقيم ) : التي لا تلقح شيئا .
حدثني
ابن حميد قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان قال (
الريح العقيم ) : التي لا تنبت شيئا .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ) قال : إن الله تبارك وتعالى يرسل الريح بشرا بين يدي رحمته ، فيحيي به الأصل والشجر ، وهذه لا تلقح ولا تحيى ، هي عقيم ليس فيها من الخير شيء ، إنما هي عذاب لا تلقح شيئا ، وهذه تلقح ، وقرأ (
وأرسلنا الرياح لواقح ) . وقوله : (
ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ) والرميم في كلام العرب : ما يبس من نبات الأرض وديس .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
[ ص: 435 ]
ذكر من قال ذلك :
وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنه . حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله (
ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ) قال : كالشيء الهالك .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله ( كالرميم ) قال : كالشيء الهالك .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ( كالرميم ) : رميم الشجر .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة في قوله (
إلا جعلته كالرميم ) قال : كرميم الشجر .