القول في
تأويل قوله تعالى : ( وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين ( 43 )
فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ( 44 ) )
يقول - تعالى ذكره - : وفي
ثمود أيضا لهم عبرة ومتعظ ، إذ قال لهم ربهم ، يقول : فتكبروا عن أمر ربهم وعلوا استكبارا عن طاعة الله .
كما حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله ( فعتوا ) قال : علوا .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
فعتوا عن أمر ربهم ) قال : العاتي : العاصي التارك لأمر الله .
وقوله (
فأخذتهم الصاعقة ) يقول - تعالى ذكره - : فأخذتهم صاعقة العذاب
[ ص: 436 ] فجأة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله (
فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ) وهم ينتظرون ، وذلك أن
ثمود وعدت العذاب قبل نزوله بهم بثلاثة أيام وجعل لنزوله عليهم علامات في تلك الثلاثة ، فظهرت العلامات التي جعلت لهم الدالة على نزولها في تلك الأيام ، فأصبحوا في اليوم الرابع موقنين بأن العذاب بهم نازل ، ينتظرون حلوله بهم . وقرأت قراء الأمصار خلا
الكسائي (
فأخذتهم الصاعقة ) بالألف . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ ذلك ( فأخذتهم الصعقة ) بغير ألف .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
عمرو بن ميمون الأودي ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ ( فأخذتهم الصعقة ) ، وكذلك قرأ
الكسائي : وبالألف نقرأ الصاعقة لإجماع الحجة من القراء عليها .