القول في
تأويل قوله تعالى : ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ( 50 )
ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين ( 51 ) )
يقول - تعالى ذكره - : فاهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به ، واتباع أمره ، والعمل بطاعته (
إني لكم منه نذير ) يقول : إني لكم من الله نذير أنذركم عقابه ، وأخوفكم عذابه الذي أحله بهؤلاء الأمم الذي قص عليكم قصصهم ، والذي هو مذيقهم في الآخرة .
وقوله ( مبين ) يقول : يبين لكم نذارته .
[ ص: 441 ]
وقوله (
ولا تجعلوا مع الله إلها آخر ) يقول جل ثناؤه : ولا تجعلوا أيها الناس مع معبودكم الذي خلقكم معبودا آخر سواه ، فإنه لا معبود تصلح له العبادة غيره (
إني لكم منه نذير مبين ) يقول : إني لكم أيها الناس نذير من عقابه على عبادتكم إلها غيره ، مبين قد أبان لكم النذارة .