القول في تأويل قوله تعالى : (
يوم تمور السماء مورا ( 9 )
وتسير الجبال سيرا ( 10 ) )
يقول - تعالى ذكره - : إن عذاب ربك لواقع (
يوم تمور السماء مورا ) ف" يوم " من صلة " واقع " ، ويعني بقوله : تمور : تدور وتكفأ . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12078معمر بن المثنى ينشد بيت
الأعشى :
كأن مشيتها من بيت جارتها مور السحابة لا ريث ولا عجل
فالمور على روايته : التكفي والترهيل في المشية ، وأما غيره فإنه كان يرويه
[ ص: 462 ] " مر السحابة " .
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم فيه نحو الذي قلنا فيه .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله : (
يوم تمور السماء مورا ) قال : يقول : تحريكا .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى وعمرو بن مالك قالا : حدثنا
أبو معاوية الضرير ، عن
سفيان بن عيينة ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله : (
يوم تمور السماء مورا ) قال : تدور السماء دورا .
حدثنا
الحسن بن علي الصدائي قال : ثنا
إبراهيم بن بشار قال : ثنا
سفيان بن عيينة قال : أخبروني عن
معاوية الضرير ، عني ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
يوم تمور السماء مورا ) قال : تدور دورا .
حدثنا
هارون بن حاتم المقرئ قال : ثنا
سفيان بن عيينة قال : ثني
أبو معاوية ، عني ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
يوم تمور السماء مورا ) قال : تدور دورا .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
يوم تمور السماء مورا ) مورها : تحريكها .
حدثت عن
الحسين قال : سمعت
أبا معاذ يقول : ثنا
عبيد قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : (
يوم تمور السماء مورا ) يعني : استدارتها وتحريكها لأمر الله ، وموج بعضها في بعض .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان قال : قال
الضحاك (
يوم تمور السماء مورا ) قال : تموج بعضها في بعض ، وتحريكها لأمر الله .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : (
يوم تمور السماء مورا ) قال : هذا يوم القيامة ، وأما المور : فلا علم لنا به .
[ ص: 463 ]
وقال آخرون : مورها : تشققها .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : (
يوم تمور السماء مورا ) قال : يوم تشقق السماء .
وقوله : (
وتسير الجبال سيرا ) يقول : وتسير الجبال عن أماكنها من الأرض سيرا ، فتصير هباء منبثا .