القول في تأويل قوله تعالى : (
أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون ( 15 )
اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون ( 16 ) )
يقول - تعالى ذكره - مخبرا عما يقول لهؤلاء المكذبين الذين وصف صفتهم إذا وردوا جهنم يوم القيامة : أفسحر أيها القوم هذا الذي وردتموه الآن أم أنتم لا تعاينونه ولا تبصرونه؟ وقيل هذا لهم توبيخا لا استفهاما .
وقوله : ( اصلوها ) يقول : ذوقوا حر هذه النار التي كنتم بها تكذبون ، وردوها فاصبروا على ألمها وشدتها ، أو لا تصبروا على ذلك ، سواء عليكم صبرتم أو لم تصبروا (
إنما تجزون ما كنتم تعملون ) يقول : ما تجزون إلا أعمالكم : أي لا تعاقبون إلا على معصيتكم في الدنيا ربكم وكفركم .