القول في تأويل قوله تعالى : (
كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون ( 19 )
متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( 20 ) )
يقول - تعالى ذكره - : كلوا واشربوا ، يقال لهؤلاء المتقين في الجنات : كلوا أيها القوم مما آتاكم ربكم ، واشربوا من شرابها هنيئا ، لا تخافون مما تأكلون وتشربون فيها أذى ولا غائلة بما كنتم تعملون في الدنيا لله من الأعمال .
وقوله : (
متكئين على سرر مصفوفة ) قد جعلت صفوفا ، وترك قوله : " على نمارق " ، اكتفاء بدلالة ما ذكر من الكلام عليه .
[ ص: 467 ]
وقوله : (
وزوجناهم بحور عين ) يقول - تعالى ذكره - : وزوجنا الذكور من هؤلاء المتقين أزواجا بحور عين من النساء ، يقول الرجل : زوج هذا الخلف الفرد أو النعل الفرد بهذا الفرد ، بمعنى : اجعلهما زوجا . وقد بينا معنى الزوج فيما مضى بما أغنى عن إعادته هاهنا ، والحور : جمع حوراء ، وهي الشديدة بياض مقلة العين في شدة سواد الحدقة .
وقد ذكرت اختلاف أهل التأويل في ذلك ، وبينت الصواب فيه عندنا بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع ، والعين : جمع عيناء ، وهي العظيمة العين في حسن وسعة .