القول في تأويل قوله تعالى : (
إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ( 23 ) )
[ ص: 528 ]
يقول - تعالى ذكره - : ما هذه الأسماء التي سميتموها وهي اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ، إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم أيها المشركون بالله ، وآباؤكم من قبلكم ، ما أنزل الله بها ، يعني بهذه الأسماء ، يقول : لم يبح الله ذلك لكم ، ولا أذن لكم به .
كما حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
من سلطان ) . . . إلى آخر الآية .
وقوله (
إن يتبعون إلا الظن ) يقول - تعالى ذكره - : ما يتبع هؤلاء المشركون في هذه الأسماء التي سموا بها آلهتهم إلا الظن بأن ما يقولون حق لا اليقين (
وما تهوى الأنفس ) يقول : وهوى أنفسهم ، لأنهم لم يأخذوا ذلك عن وحي جاءهم من الله ، ولا عن رسول الله أخبرهم به ، وإنما اختراق من قبل أنفسهم ، أو أخذوه عن آبائهم الذين كانوا من الكفر بالله على مثل ما هم عليه منه .
وقوله (
ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) يقول : ولقد جاء هؤلاء المشركين بالله من ربهم البيان مما هم منه على غير يقين ، وذلك تسميتهم اللات والعزى ومناة الثالثة بهذه الأسماء وعبادتهم إياها . يقول : لقد جاءهم من ربهم الهدى في ذلك ، والبيان بالوحي الذي أوحيناه إلى
محمد - صلى الله عليه وسلم - أن عبادتها لا تنبغي ، وأنه
لا تصلح العبادة إلا لله الواحد القهار .
وقال
ابن زيد في ذلك ما حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : (
ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) فما انتفعوا به .