1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة النجم
  4. القول في تأويل قوله تعالى" إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى ( 27 ) وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ( 28 ) فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ( 29 ) ) [ ص: 530 ]

يقول - تعالى ذكره - : إن الذين لا يصدقون بالبعث في الدار الآخرة ، وذلك يوم القيامة ليسمون ملائكة الله تسمية الإناث ، وذلك أنهم كانوا يقولون : هم بنات الله .

وبنحو الذي قلنا في قوله ( تسمية الأنثى ) قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله ( تسمية الأنثى ) قال : الإناث .

وقوله ( وما لهم به من علم ) يقول تعالى : وما لهم بما يقولون من تسميتهم الملائكة تسمية الأنثى من حقيقة علم ( إن يتبعون إلا الظن ) يقول : ما يتبعون في ذلك إلا الظن ، يعني أنهم إنما يقولون ذلك ظنا بغير علم .

وقوله ( وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ) يقول : وإن الظن لا ينفع من الحق شيئا فيقوم مقامه وقوله ( فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ) يقول جل ثناؤه لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : فدع من أدبر يا محمد عن ذكر الله ولم يؤمن به فيوحده .

وقوله ( ولم يرد إلا الحياة الدنيا ) يقول : ولم يطلب ما عند الله في الدار الآخرة ، ولكنه طلب زينة الحياة الدنيا ، والتمس البقاء فيها .

التالي السابق


الخدمات العلمية