يقول - تعالى ذكره - : ( هو الأول ) قبل كل شيء بغير حد ، ( والآخر ) يقول : والآخر بعد كل شيء بغير نهاية . وإنما قيل ذلك كذلك ؛ لأنه كان ولا شيء موجود سواه ، وهو كائن بعد فناء الأشياء كلها ، كما قال - جل ثناؤه - : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) . وقوله : ( والظاهر ) يقول : وهو الظاهر على كل شيء دونه ، وهو العالي فوق كل شيء ، فلا شيء أعلى منه . ( والباطن ) يقول : وهو الباطن جميع الأشياء ، فلا شيء أقرب إلى شيء منه ، كما قال : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) .
وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقال به أهل التأويل .
وقوله : ( وهو بكل شيء عليم ) يقول - تعالى ذكره - : وهو بكل شيء ذو علم ، لا يخفى عليه شيء ، فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين .
وقوله : ( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ) يقول - تعالى ذكره - : هو الذي أنشأ السماوات السبع والأرضين ، فدبرهن وما فيهن ، ثم استوى على عرشه ، فارتفع عليه وعلا .