[ ص: 235 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين ( 5 ) )
يقول - تعالى ذكره - : إن الذين يخالفون الله في حدوده وفرائضه ، فيجعلون حدودا غير حدوده ، وذلك هو المحادة لله ولرسوله .
وأما
قتادة فإنه كان يقول في معنى ذلك ما حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
إن الذين يحادون الله ورسوله ) يقول : يعادون الله ورسوله .
وأما قوله : (
كبتوا كما كبت الذين من قبلهم ) فإنه يعني : غيظوا وأخزوا كما غيظ الذين من قبلهم من الأمم الذين حادوا الله ورسوله ، وخزوا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
كبتوا كما كبت الذين من قبلهم ) خزوا كما خزي الذين من قبلهم .
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول : معنى ( كبتوا ) : أهلكوا .
وقال آخر منهم : يقول : معناه غيظوا وأخزوا يوم الخندق ، (
كما كبت الذين من قبلهم ) يريد من قاتل الأنبياء من قبلهم .
وقوله : (
وقد أنزلنا آيات بينات ) يقول : وقد أنزلنا دلالات مفصلات ، وعلامات محكمات تدل على حقائق حدود الله .
وقوله : (
وللكافرين عذاب مهين ) يقول - تعالى ذكره - : ولجاحدي تلك الآيات البينات التي أنزلناها على رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ومنكريها عذاب يوم القيامة . مهين : يعني : مذل في جهنم .