صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى ( من بعد ما بيناه للناس في الكتاب )

[ قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : "من بعد ما بيناه للناس " ] ، بعض الناس ، لأن العلم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصفته ومبعثه لم يكن إلا عند أهل الكتاب دون غيرهم ، وإياهم عنى تعالى ذكره بقوله : "للناس في الكتاب" ، ويعني بذلك : التوراة والإنجيل .

وهذه الآية وإن كانت نزلت في خاص من الناس ، فإنها معني بها كل كاتم علما فرض الله تعالى بيانه للناس .

وذلك نظير الخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال [ ص: 252 ]

2375 - من سئل عن علم يعلمه فكتمه ، ألجم يوم القيامة بلجام من نار . "

وكان أبو هريرة يقول ما : -

2376 - حدثنا به نصر بن علي الجهضمي قال : حدثنا حاتم بن وردان قال : حدثنا أيوب السختياني ، عن أبي هريرة قال : لولا آية من كتاب الله ما حدثتكم! وتلا "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " ،

2377 - حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد ، عن يونس قال : قال ابن شهاب ، قال ابن المسيب : قال أبو هريرة : لولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئا : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات ) إلى آخر الآية ، والآية الأخرى : ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ) إلى آخر الآية [ سورة آل عمران : 178 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية