القول في تأويل قوله تعالى : (
وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ( 5 ) )
يقول تعالى ذكره لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم : واذكر يا
محمد ( إذ قال موسى ) بن عمران (
لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون ) حقا ( أني رسول الله إليكم ) .
وقوله : (
فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) يقول : فلما عدلوا وجاروا عن قصد السبيل أزاغ الله قلوبهم . يقول : أمال الله قلوبهم عنه .
وقد حدثني
يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا
هشيم ، قال : أخبرنا
العوام ، قال : ثنا
أبو غالب ، عن
أبي أمامة في قوله : (
فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) قال : هم
الخوارج (
والله لا يهدي القوم الفاسقين ) يقول : والله لا يوفق لإصابة الحق القوم الذين اختاروا الكفر على الإيمان .