القول في تأويل
قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ( 9 ) )
يقول تعالى ذكره : يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ( لا تلهكم أموالكم ) يقول : لا توجب لكم أموالكم ( ولا أولادكم ) اللهو ( عن ذكر الله ) وهو من ألهيته عن كذا وكذا ، فلها هو يلهو لهوا; ومنه قول
امرئ القيس :
ومثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول
[ ص: 410 ]
وقيل : عني بذكر الله جل ثناؤه في هذا الموضع : الصلوات الخمس .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
أبي سنان ، عن
ثابت ، عن
الضحاك (
يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ) قال : الصلوات الخمس .
وقوله : (
ومن يفعل ذلك ) يقول : ومن يلهه ماله وأولاده عن ذكر الله (
فأولئك هم الخاسرون ) يقول : هم المغبونون حظوظهم من كرامة الله ورحمته تبارك وتعالى .