القول في تأويل
قوله تعالى : ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم ( 11 ) )
[ ص: 421 ]
يقول تعالى ذكره : لم يصب أحدا من الخلق مصيبة إلا بإذن الله ، يقول : إلا بقضاء الله وتقدير ذلك عليه (
ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) يقول : ومن يصدق بالله فيعلم أنه لا أحد تصيبه مصيبة إلا بإذن الله بذلك يهد قلبه . يقول : يوفق الله قلبه بالتسليم لأمره والرضا بقضائه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله : (
ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) يعني : يهد قلبه لليقين ، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .
حدثني
نصر بن عبد الرحمن الوشاء الأودي ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12238أحمد بن بشير ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان قال : كنا عند
علقمة ، فقرئ عنده هذه الآية : (
ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) فسئل عن ذلك فقال : هو الرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله ، فيسلم ذلك ويرضى .
حدثني
عيسى بن عثمان الرملي ، قال : ثنا
يحيى بن عيسى ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان ، قال : كنت عند
علقمة وهو يعرض المصاحف ، فمر بهذه الآية : (
ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) قال : هو الرجل . . . ثم ذكر نحوه .
حدثنا ابن بشر ، قال : ثنا
أبو عامر ، قال : ثنا
سفيان ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان ، عن
علقمة ، في قوله : (
ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) قال : هو الرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : ثني
ابن مهدي ، عن
[ ص: 422 ] الثوري ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان ، عن
علقمة مثله ; غير أنه قال في حديثه : فيعلم أنها من قضاء الله ، فيرضى بها ويسلم .
وقوله : ( والله بكل شيء عليم ) يقول : والله بكل شيء ذو علم بما كان ويكون وما هو كائن من قبل أن يكون .