القول في تأويل قوله تعالى : (
ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا ( 11 ) )
يقول تعالى ذكره : قد أنزل الله إليكم أيها الناس ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ، كي يخرج الذين صدقوا الله ورسوله : (
وعملوا الصالحات ) يقول : وعملوا بما أمرهم الله به وأطاعوه (
من الظلمات إلى النور ) يعني من الكفر وهي الظلمات ، إلى النور يعني إلى الإيمان .
وقوله : (
ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا ) يقول : ومن يصدق بالله ويعمل بطاعته (
يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ) يقول : يدخله بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار (
خالدين فيها أبدا ) يقول : ماكثين مقيمين في البساتين التي تجري من تحتها الأنهار أبدا ، لا يموتون ، ولا يخرجون منها أبدا .
[ ص: 469 ]
وقوله : (
قد أحسن الله له رزقا ) يقول : قد وسع الله له في الجنات رزقا ، يعني بالرزق : ما رزقه فيها من المطاعم والمشارب ، وسائر ما أعد لأوليائه فيها ، فطيبه لهم .