القول في تأويل
قوله تعالى ( وتصريف الرياح )
قال
أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : "وتصريف الرياح " ، وفي تصريفه الرياح ، فأسقط ذكر الفاعل وأضاف الفعل إلى المفعول ، كما تقول : "يعجبني إكرام أخيك " ، تريد : إكرامك أخاك .
"وتصريف " الله إياها ، أن يرسلها مرة لواقح ، ومرة يجعلها عقيما ، ويبعثها عذابا تدمر كل شيء بأمر ربها ، كما : -
2405 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : "وتصريف الرياح والسحاب المسخر " قال : قادر والله ربنا على ذلك ، إذا شاء [ جعلها رحمة لواقح للسحاب ونشرا بين يدي رحمته ، وإذا شاء ] جعلها عذابا ريحا عقيما لا تلقح ، إنما هي عذاب على من أرسلت عليه .
[ ص: 276 ]
وزعم بعض أهل العربية أن
معنى قوله : "وتصريف الرياح " ، أنها تأتي مرة جنوبا وشمالا وقبولا ودبورا . ثم قال : وذلك تصريفها . وهذه الصفة التي وصف الرياح بها ، صفة تصرفها لا صفة تصريفها ، لأن "تصريفها " تصريف الله لها ، "وتصرفها " اختلاف هبوبها .
وقد يجوز أن يكون معنى قوله : "وتصريف الرياح " ، تصريف الله تعالى ذكره هبوب الريح باختلاف مهابها .