القول في تأويل
قوله تعالى : ( وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ( 7 )
وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا ( 8 ) )
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هؤلاء النفر من الجن (
وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ) يعني أن الرجال من الجن ظنوا كما ظن الرجال من الإنس أن لن يبعث الله أحدا رسولا إلى خلقه ، يدعوهم إلى توحيده .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
الكلبي (
وأنهم ظنوا كما ظننتم ) ظن كفار الجن كما ظن كفرة الإنس أن لن يبعث الله رسولا .
وقوله : (
وأنا لمسنا السماء ) يقول عز وجل مخبرا عن قيل هؤلاء النفر : وأنا طلبنا السماء وأردناها ، (
فوجدناها ملئت ) يقول : فوجدناها ملئت (
حرسا شديدا ) يعني حفظة (
وشهبا ) وهي جمع شهاب ، وهي النجوم التي كانت ترجم بها الشياطين .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
جرير ، عن
مغيرة ، عن
زياد ، عن
سعيد بن جبير ، قال : كانت الجن تستمع ، فلما رجموا قالوا : إن هذا الذي حدث في السماء لشيء حدث في الأرض; قال : فذهبوا يطلبون حتى رأوا النبي صلى الله عليه وسلم خارجا من سوق عكاظ يصلي بأصحابه الفجر ، فذهبوا إلى قومهم منذرين .