صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا ( 11 ) إن لدينا أنكالا وجحيما ( 12 ) وطعاما ذا غصة وعذابا أليما ( 13 ) ) [ ص: 690 ]

يعني تعالى ذكره بقوله : ( وذرني والمكذبين ) فدعني يا محمد والمكذبين بآياتي ( أولي النعمة ) يعني أهل التنعم في الدنيا ( ومهلهم قليلا ) يقول : وأخرهم بالعذاب الذي بسطته لهم قليلا حتى يبلغ الكتاب أجله .

وذكر أن الذي كان بين نزول هذه الآية وبين بدر يسير .

ذكر من قال ذلك :

حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، عن محمد بن إسحاق ، عن ابن عباد ، عن أبيه ، عن عباد ، عن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة قالت : لما نزلت هذه الآية : ( وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا إن لدينا أنكالا وجحيما ) . . . الآية ، قال : لم يكن إلا يسير حتى كانت وقعة بدر .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال الله : ( وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا ) يقول : إن لله فيهم طلبة وحاجة .

وقوله : ( إن لدينا أنكالا وجحيما ) يقول تعالى ذكره : إن عندنا لهؤلاء المكذبين بآياتنا أنكالا يعني قيودا ، واحدها : نكل .

وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن أبي عمرو ، عن عكرمة ، أن الآية التي قال : ( إن لدينا أنكالا وجحيما ) إنها قيود .

حدثني عبيد بن أسباط بن محمد ، قال : ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن أبي عمرو ، عن عكرمة ( إن لدينا أنكالا ) قال : قيودا .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى وعبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا أبو عمرو ، عن عكرمة ( أنكالا ) قال : قيودا .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي عمرو ، عن عكرمة ( إن لدينا أنكالا ) قال : قيودا .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، قال : وبلغني عن مجاهد قال : الأنكال : القيود .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا ابن المبارك ، عن سفيان ، عن حماد ، قال : [ ص: 691 ] الأنكال : القيود .

حدثني محمد بن عيسى الدامغاني ، قال : ثنا ابن المبارك ، عن سفيان ، عن حماد ، مثله .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، قال : سمعت حمادا يقول : الأنكال : القيود .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إن لدينا أنكالا ) : أي قيودا .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن مبارك ، عن الحسن ، عن سفيان ، عن أبي عمرو بن العاص ، عن عكرمة ( إن لدينا أنكالا ) قال : قيودا .

حدثنا أبو عبيد الوصابي محمد بن حفص ، قال : ثنا ابن حمير ، قال : ثنا الثوري ، عن حماد ، في قوله : ( إن لدينا أنكالا وجحيما ) قال : الأنكال : القيود .

حدثنا سعيد بن عنبسة الرازي ، قال : مررت بابن السماك ، وهو يقص وهو يقول : سمعت الثوري يقول : سمعت حمادا يقول في قول الله : ( إن لدينا أنكالا ) قال : قيودا سوداء من نار جهنم .

وقوله : ( وجحيما ) يقول : ونارا تسعر ( وطعاما ذا غصة ) يقول : وطعاما يغص به آكله ، فلا هو نازل عن حلقه ، ولا هو خارج منه .

كما حدثني إسحاق بن وهب وابن سنان القزاز قالا ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله : ( وطعاما ذا غصة ) قال : شوك يأخذ بالحلق ، فلا يدخل ولا يخرج .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( وطعاما ذا غصة ) قال : شجرة الزقوم .

وقوله : ( وعذابا أليما ) يقول : وعذابا مؤلما موجعا .

حدثني أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن حمزة الزيات ، عن حمران بن أعين "أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : ( إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة ) فصعق صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية