القول في
تأويل قوله تعالى : ( كأنهم حمر مستنفرة ( 50 )
فرت من قسورة ( 51 )
بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ( 52 )
كلا بل لا يخافون الآخرة ( 53 ) ) .
يقول تعالى ذكره : فما لهؤلاء المشركين بالله عن التذكرة معرضين ، مولين عنها تولية الحمر المستنفرة (
فرت من قسورة ) .
واختلفت القراء في قراءة قوله : ( مستنفرة ) ، فقرأ ذلك عامة قراء
الكوفة والبصرة بكسر الفاء ، وفي قراءة بعض المكيين أيضا بمعنى نافرة .
والصواب من القول في ذلك عندنا ، أنهما قراءتان معروفتان ، صحيحتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب ، وكان
الفراء يقول : الفتح والكسر في ذلك كثيران في كلام العرب ; وأنشد :
أمسك حمارك إنه مستنفر في إثر أحمرة عمدن لغرب
وقوله : (
فرت من قسورة ) اختلف أهل التأويل في معنى القسورة ، فقال بعضهم : هم الرماة .
[ ص: 40 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثني
أبو السائب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث ، عن
حجاج ، عن
عطاء ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
فرت من قسورة ) قال : الرماة .
حدثني
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، وحدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن
سفيان ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان ، عن
أبي موسى (
فرت من قسورة ) قال : الرماة .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن
مجاهد (
فرت من قسورة ) قال : هي الرماة .
قال ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن
مجاهد ، مثله .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن
مجاهد ، مثله .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال : ثنا
سفيان ، عن
منصور ، عن
مجاهد ، مثله .
حدثنا
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله : ( قسورة ) قال : عصبة قناص من الرماة . زاد
الحارث في حديثه . قال : وقال بعضهم في القسورة : هو الأسد ، وبعضهم : الرماة .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد بن السري ، قال : ثنا
أبو الأحوص ، عن
سماك ، عن
عكرمة ، في قوله : (
فرت من قسورة ) قال : القسورة : الرماة ، فقال رجل
لعكرمة : هو الأسد بلسان
الحبشة ، فقال
عكرمة : اسم الأسد بلسان
الحبشة عنبسة .
حدثني
يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، قال : أخبرنا
أبو رجاء ، عن
عكرمة ، في قوله : (
فرت من قسورة ) قال : الرماة .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن
سليمان بن عبد الله السلولي ، عن
ابن عباس ، قال : هي الرماة .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
فرت من قسورة ) وهم الرماة القناص .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة ، في قوله :
[ ص: 41 ] (
فرت من قسورة ) قال : قسورة النبل .
وقال آخرون : هم القناص .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، (
فرت من قسورة ) يعني : رجال القنص .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
محمد بن جعفر ، قال : ثنا
شعبة ، عن أبى
بشر ، عن
سعيد بن جبير في هذه الآية (
فرت من قسورة ) قال : هم القناص .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
شعبة ، عن أبي
بشر ، عن
سعيد بن جبير قال : هم القناص .
وقال آخرون : هم جماعة الرجال .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، قال : ثنا
محمد بن جعفر ، قال : ثنا
شعبة ، وحدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
شعبة ، عن
أبي حمزة ، قال : سألت
ابن عباس عن القسورة ، فقال : ما أعلمه بلغة أحد من العرب : الأسد ، هي عصب الرجال .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، قال : ثنا
عبد الصمد بن عبد الوارث . قال : ما أعلمه بلغة أحد من العرب الأسد هي عصب الرجال .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، قال : ثنا
عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : سمعت أبي يحدث ، قال : ثنا
داود ، قال : ثني
عباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم ، قال : سئل
ابن عباس عن القسورة ، قال : جمع الرجال ، ألم تسمع ما قالت فلانة في الجاهلية :
يا بنت لؤي خيرة لخيره أحوالها في الحي مثل القسوره
[ ص: 42 ] وقال آخرون : هي أصوات الرجال .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
ابن عيينة ، عن
عمرو ، عن
عطاء ، عن
ابن عباس (
فرت من قسورة ) قال : ركز الناس أصواتهم .
قال
أبو كريب ، قال
سفيان : (
هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ) .
وقال آخرون : بل هو الأسد .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة (
فرت من قسورة ) قال : هو الأسد .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن
ابن سيلان ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة كان يقول في قول الله : (
فرت من قسورة ) قال : هو الأسد .
حدثني
محمد بن معمر ، قال : ثنا
هشام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، في قول الله : (
فرت من قسورة ) قال : الأسد .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : أخبرني
داود بن قيس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، في قول الله : (
فرت من قسورة ) قال : هو الأسد .
حدثني
محمد بن خالد بن خداش ، قال ثني
سلم بن قتيبة ، قال : ثنا
حماد بن سلمة ، عن
علي بن زيد ، عن
يوسف بن مهران ، عن
ابن عباس ، أنه سئل عن قوله : (
فرت من قسورة ) قال : هو بالعربية : الأسد ، وبالفارسية : شار ، وبالنبطية : أريا ، وبالحبشية : قسورة .
حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله : (
فرت من قسورة ) يقول : الأسد .
حدثني
أبو السائب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد ، عن
[ ص: 43 ] nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : الأسد .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
فرت من قسورة ) قال : القسورة : الأسد .
وقوله : (
بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ) يقول تعالى ذكره : ما بهؤلاء المشركين في إعراضهم عن هذا القرآن أنهم لا يعلمون أنه من عند الله ، ولكن كل رجل منهم يريد أن يؤتى كتابا من السماء ينزل عليه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : (
بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ) قال : قد قال قائلون من الناس : يا
محمد إن سرك أن نتبعك فأتنا بكتاب خاصة إلى فلان وفلان ، نؤمر فيه باتباعك ، قال
قتادة : يريدون أن يؤتوا براءة بغير عمل .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ) قال : إلى فلان من رب العالمين .
وقوله : (
كلا بل لا يخافون الآخرة ) يقول تعالى ذكره : ما الأمر كما يزعمون من أنهم لو أوتوا صحفا منشرة صدقوا ، (
بل لا يخافون الآخرة ) ، يقول : لكنهم لا يخافون عقاب الله ، ولا يصدقون بالبعث والثواب والعقاب; فذلك الذي دعاهم إلى الإعراض عن تذكرة الله ، وهون عليهم ترك الاستماع لوحيه وتنزيله .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
كلا بل لا يخافون الآخرة ) إنما أفسدهم أنهم كانوا لا يصدقون بالآخرة ، ولا يخافونها ، هو الذي أفسدهم .