[ ص: 99 ] القول في
تأويل قوله تعالى : ( إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ( 10 )
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ( 11 ) ) .
يقول تعالى ذكره مخبرا عن هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم أنهم يقولون لمن أطعموه من أهل الفاقة والحاجة : ما نطعمكم طعاما نطلب منكم عوضا على إطعامناكم جزاء ولا شكورا ، ولكنا نطعمكم رجاء منا أن يؤمننا ربنا من عقوبته في يوم شديد هوله ، عظيم أمره ، تعبس فيه الوجوه من شدة مكارهه ، ويطول بلاء أهله ، ويشتد . والقمطرير : هو الشديد ، يقال : هو يوم قمطرير ، أو يوم قماطر ، ويوم عصيب . وعصبصب ، وقد اقمطر اليوم يقمطر اقمطرارا ، وذلك أشد الأيام وأطوله في البلاء والشدة; ومنه قول بعضهم :
بني عمنا هل تذكرون بلاءنا عليكم إذا ما كان يوم قماطير
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في العبارة عن معناه ، فقال بعضهم : هو أن يعبس أحدهم ، فيقبض بين عينيه حتى يسيل من بين عينيه مثل القطران .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
مصعب بن سلام التميمي ، عن
سعيد ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
عبوسا قمطريرا ) قال : يعبس الكافر يومئذ حتى يسيل من بين عينيه عرق مثل القطران .
حدثني
علي بن سهل ، قال : ثنا
مؤمل ، قال : ثنا
سفيان ، عن
هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن
ابن عباس (
يوما عبوسا قمطريرا ) قال : القمطرير : المقبض بين عينيه .
[ ص: 100 ]
حدثني
سليمان بن عبد الجبار ، قال : ثنا
محمد بن الصلت ، قال : ثنا
أبو كدينة ، عن
قابوس ، عن أبيه ، قال : سألت
ابن عباس ، عن قوله : (
قمطريرا ) قال : يقبض ما بين العينين .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن
ابن عباس (
يوما عبوسا قمطريرا ) قال : يقبض ما بين العينين .
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، قوله : (
إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ) قال : يوم يقبض فيه الرجل ما بين عينيه ووجهه .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : (
إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ) عبست فيه الوجوه ، وقبضت ما بين أعينها كراهية ذلك اليوم .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة ( قمطريرا ) قال : تقبض فيه الجباه ، وقوم يقولون : القمطرير : الشديد .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، قال : المقبض ما بين العينين .
قال : وثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
عمر بن ذر ، عن
مجاهد ، قال : هو المقبض ما بين عينيه .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
المعتمر ، عن أبيه ، عن
أبي عمرو ، عن
عكرمة ، قال : القمطرير : ما يخرج من جباههم مثل القطران ، فيسيل على وجوههم .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : ( قمطريرا ) قال : يقبض الوجه بالبسور .
وقال آخرون : العبوس : الضيق ، والقمطرير : الطويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله : (
عبوسا ) يقول : ضيقا . وقوله : ( قمطريرا ) يقول : طويلا .
وقال آخرون : القمطرير : الشديد .
[ ص: 101 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد في : (
إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ) قال : العبوس : الشر ، والقمطرير : الشديد .
وقوله : (
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا )
يقول جل ثناؤه : فدفع الله عنهم ما كانوا في الدنيا يحذرون من شر اليوم العبوس القمطرير بما كانوا في الدنيا يعملون مما يرضي عنهم ربهم ، لقاهم نضرة في وجوههم ، وسرورا في قلوبهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ،
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يعقوب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
أبي رجاء ، عن
الحسن ، في قوله : (
ولقاهم نضرة وسرورا ) قال : نضرة في الوجوه ، وسرورا في القلوب .
حدثني
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : (
ولقاهم نضرة وسرورا ) نضرة في وجوههم ، وسرورا في قلوبهم .
حدثني
يونس ، قال أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
ولقاهم نضرة وسرورا ) قال : نعمة وسرورا .