القول في
تأويل قوله تعالى : ( أما من استغنى ( 5 )
فأنت له تصدى ( 6 )
وما عليك ألا يزكى ( 7 )
وأما من جاءك يسعى ( 8 )
وهو يخشى ( 9 )
فأنت عنه تلهى ( 10 ) ) .
يقول تعالى ذكره لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم : أما من استغنى بماله فأنت له تتعرض رجاء أن يسلم .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان (
أما من استغنى فأنت له تصدى ) قال : نزلت في
العباس .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث ، ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
أما من استغنى ) قال
عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة (
وما عليك ألا يزكى ) يقول : وأي شيء عليك أن لا يتطهر من كفره فيسلم ؟ (
وأما من جاءك يسعى وهو يخشى ) يقول : وأما هذا الأعمى الذي جاءك سعيا ، وهو يخشى الله ويتقيه (
فأنت عنه تلهى ) يقول : فأنت عنه تعرض ، وتشاغل عنه بغيره وتغافل .