القول في
تأويل قوله تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا )
قال
أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : "
إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب " ، أحبار اليهود الذين كتموا الناس أمر
محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته ، وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ، برشى كانوا أعطوها على ذلك ، كما : -
2494 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع قال : حدثنا
سعيد عن
قتادة قوله : "
إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب " الآية كلها ، هم
أهل الكتاب كتموا ما أنزل الله عليهم وبين لهم من الحق والهدى ، من بعث
محمد صلى الله عليه وسلم وأمره .
2495 - حدثنا
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
ابن أبي جعفر عن أبيه عن
الربيع في قوله : (
إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا )
[ ص: 328 ] قال : هم
أهل الكتاب كتموا ما أنزل الله عليهم من الحق والإسلام وشأن
محمد صلى الله عليه وسلم .
2496 - حدثني
موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو قال حدثنا
أسباط عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب " ، فهؤلاء
اليهود كتموا اسم
محمد صلى الله عليه وسلم .
2497 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
عكرمة قوله : "
إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب " ، والتي في " آل عمران " (
إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ) [ سورة آل عمران : 77 ] نزلتا جميعا في
يهود .
وأما تأويل قوله : "
ويشترون به ثمنا قليلا " ، فإنه يعني : يبتاعون به . " والهاء " التي في " به " ، من ذكر " الكتمان " . فمعناه : ابتاعوا بكتمانهم ما كتموا الناس من أمر
محمد صلى الله عليه وسلم وأمر نبوته ثمنا قليلا . وذلك أن الذي كانوا يعطون على تحريفهم كتاب الله وتأويلهموه على غير وجهه ، وكتمانهم الحق في ذلك اليسير من عرض الدنيا ، كما : -
2498 - حدثني
موسى بن هارون قال : حدثنا
عمرو قال : حدثنا
أسباط عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
ويشترون به ثمنا قليلا " قال : كتموا اسم
محمد صلى الله عليه وسلم ، وأخذوا عليه طمعا قليلا فهو الثمن القليل .
وقد بينت فيما مضى صفة " اشترائهم " ذلك ، بما أغنى عن إعادته هاهنا .