[ ص: 437 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
ألم نجعل له عينين ( 8 )
ولسانا وشفتين ( 9 )
وهديناه النجدين ( 10 )
فلا اقتحم العقبة ( 11 )
وما أدراك ما العقبة ( 12 )
فك رقبة ( 13 )
أو إطعام في يوم ذي مسغبة ( 14 )
يتيما ذا مقربة ( 15 )
أو مسكينا ذا متربة ( 16 ) ) .
يقول تعالى ذكره : ألم نجعل لهذا القائل (
أهلكت مالا لبدا ) عينين يبصر بهما حجج الله عليه ، ولسانا يعبر به عن نفسه ما أراد ، وشفتين ، نعمة منا بذلك عليه .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : (
ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين ) نعم من الله متظاهرة ، يقررك بها كيما تشكره .
وقوله : (
وهديناه النجدين ) يقول تعالى ذكره : وهديناه الطريقين ، ونجد : طريق في ارتفاع .
واختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : عني بذلك : نجد الخير ، ونجد الشر ، كما قال : (
إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
عاصم ، عن
زر ، عن
عبد الله (
وهديناه النجدين ) قال : الخير والشر .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
عاصم ، عن
زر ، عن
عبد الله ، مثله .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
ابن منذر ، عن أبيه ، عن
الربيع بن خثيم ، قال : ليسا بالثديين .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال : ثنا
سفيان ; وحدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
حكام ، قال : ثنا
عمران ، جميعا عن
عاصم ، عن
زر ، عن
عبد الله (
وهديناه النجدين ) قال : نجد الخير ، ونجد الشر .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، قال : ثنا
هشام بن عبد الملك ، قال : ثنا
شعبة ، قال : أخبرني
عاصم ، قال : سمعت
أبا وائل يقول : كان
عبد الله يقول في : (
وهديناه النجدين )
[ ص: 438 ] قال : نجد الخير ، ونجد الشر .
حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله : (
وهديناه النجدين ) يقول : الهدى والضلالة .
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس (
وهديناه النجدين ) يقول : سبيل الخير والشر .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد بن السري ، قال : ثنا
أبو الأحوص ، عن
سماك ، عن
عكرمة ، في قوله : (
وهديناه النجدين ) قال : الخير والشر .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال : ثنا
سفيان ، عن
عبد الله بن الربيع بن خثيم ، عن
أبي بردة ، قال : مر بنا
الربيع بن خثيم ، فسألناه عن هذه الآية : (
وهديناه النجدين ) فقال : أما إنهما ليسا بالثديين .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن
مجاهد ، قال : الخير والشر .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
وهديناه النجدين ) قال : سبيل الخير والشر .
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : ثنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : (
وهديناه النجدين ) نجد الخير ، ونجد الشر .
حدثنا
عمران بن موسى ، قال : ثنا
عبد الوارث ، قال : ثنا
يونس ، عن
الحسن ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هما نجدان : نجد خير ، ونجد شر ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .
حدثنا
مجاهد بن موسى ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا
عطية أبو وهب ، قال : سمعت
الحسن يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إنما هما نجدان : نجد الخير ، ونجد الشر ، فما يجعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، قال : ثنا
هشام بن عبد الملك ، قال : ثنا
شعبة ، عن
حبيب ، عن
الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحوه .
[ ص: 439 ]
حدثني
يعقوب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
أبي رجاء ، قال : سمعت الحسن يقول ( وهديناه النجدين ) قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " يا أيها الناس إنما هما النجدان : نجد الخير ، ونجد الشر ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
وهديناه النجدين ) :
nindex.php?page=hadith&LINKID=811856ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " أيها الناس إنما هما النجدان : نجد الخير ، ونجد الشر ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال :
ثنا ابن ثور ، عن
معمر ، عن
الحسن ، في قوله : (
وهديناه النجدين ) قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812683قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما هما نجدان ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قول الله : (
وهديناه النجدين ) قاطع طريق الخير والشر . وقرأ قول الله : (
إنا هديناه السبيل ) .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وهديناه الثديين : سبيلي اللبن الذي يتغذى به ، وينبت عليه لحمه وجسمه .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، قال : ثنا
عيسى بن عقال ، عن أبيه ، عن
ابن عباس (
وهديناه النجدين ) قال : هما الثديان .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
المبارك بن مجاهد ، عن
جويبر ، عن
الضحاك ، قال : الثديان .
وأولى القولين بالصواب في ذلك عندنا : قول من قال : عني بذلك طريق الخير والشر ، وذلك أنه لا قول في ذلك نعلمه غير القولين اللذين ذكرنا ، والثديان وإن كانا سبيلي اللبن ، فإن الله تعالى ذكره إذ عدد على العبد نعمه بقوله : (
إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل ) إنما عدد عليه هدايته إياه إلى سبيل الخير من نعمه ، فكذلك قوله : (
وهديناه النجدين ) .
وقوله : (
فلا اقتحم العقبة ) يقول تعالى ذكره : فلم يركب العقبة فيقطعها ويجوزها .
وذكر أن العقبة : جبل في جهنم .
[ ص: 440 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17330يحيى بن كثير ، قال : ثنا
شعبة ، عن
أبي رجاء ، عن
الحسن ، في قول الله : (
فلا اقتحم العقبة ) قال : عقبة في جهنم .
حدثني
عمر بن إسماعيل بن مجالد ، قال : ثنا
عبد الله بن إدريس ، عن أبيه ، عن
عطية ، عن
ابن عمر ، في قوله : (
فلا اقتحم العقبة ) جبل من جهنم .
حدثني
يعقوب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
أبي رجاء ، عن
الحسن ، في قوله : (
فلا اقتحم العقبة ) قال : جهنم .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : (
فلا اقتحم العقبة ) إنها قحمة شديدة ، فاقتحموها بطاعة الله .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال :
ثنا ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
فلا اقتحم العقبة ) قال : للنار عقبة دون الجسر .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير ، قال : ثنا أبي ، قال : سمعت
يحيى بن أيوب يحدث عن
يزيد بن أبي حبيب ، عن
شعيب بن زرعة ، عن
حنش ، عن
كعب ، أنه قال : (
فلا اقتحم العقبة ) قال : هو سبعون درجة في جهنم .
وأفرد قوله : (
فلا اقتحم العقبة ) بذكر " لا " مرة واحدة ، والعرب لا تكاد تفردها في كلام في مثل هذا الموضع ، حتى يكررها مع كلام آخر ، كما قال : (
فلا صدق ولا صلى ) (
ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) وإنما فعل ذلك كذلك في هذا الموضع ، استغناء بدلالة آخر الكلام على معناه ، من إعادتها مرة أخرى ، وذلك قوله إذ فسر اقتحام العقبة ، فقال : (
فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ثم كان من الذين آمنوا ) ، ففسر ذلك بأشياء ثلاثة ، فكان كأنه في أول الكلام ، قال : فلا فعل ذا ولا ذا ولا ذا . وتأول ذلك
ابن زيد ، بمعنى : أفلا ومن تأوله كذلك لم يكن به حاجة إلى أن يزعم أن في الكلام متروكا . ذكر الخبر بذلك عن
ابن زيد :
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، وقرأ قول الله : (
فلا اقتحم العقبة ) قال : أفلا سلك الطريق التي منها النجاة والخير ، ثم قال : (
وما أدراك ما العقبة ) .
[ ص: 441 ]
وقوله : (
وما أدراك ما العقبة ) يقول تعالى ذكره : وأي شيء أشعرك يا
محمد ما العقبة .
ثم بين جل ثناؤه له ، ما العقبة ، وما النجاة منها ، وما وجه اقتحامها ؟ فقال : اقتحامها وقطعها فك رقبة من الرق ، وأسر العبودة .
كما حدثني
يعقوب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
أبي رجاء ، عن
الحسن (
وما أدراك ما العقبة فك رقبة ) قال : ذكر لنا أنه ليس مسلم يعتق رقبة مسلمة ؛ إلا كانت فداءه من النار .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( وما أدراك ما العقبة فك رقبة ) ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرقاب أيها أعظم أجرا ؟ قال : " أكثرها ثمنا " .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد ، عن
معدان بن أبي طلحة ، عن
أبي نجيح ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=811167 " أيما مسلم أعتق رجلا مسلما ، فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامه ، عظما من عظام محرره من النار ; وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة ، فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامها ، عظما من عظام محررها من النار " .
قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، عن
قيس الجذامي ، عن
عقبة بن عامر الجهني ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=811168 " من أعتق رقبة مؤمنة ، فهي فداؤه من النار " .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال :
ثنا ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
وما أدراك ما العقبة ) ثم أخبر عن اقتحامها فقال : (
فك رقبة أو إطعام ) .
واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأه بعض قراء
مكة وعامة قراء
البصرة ، عن
ابن أبي إسحاق ، ومن الكوفيين :
الكسائي (
فك رقبة أو أطعم ) وكان
أبو عمرو بن العلاء يحتج فيما بلغني فيه بقوله : (
ثم كان من الذين آمنوا ) كأن معناه : كان عنده ، فلا فك رقبة ولا أطعم ، ثم كان من الذين آمنوا . وقرأ ذلك عامة قراء
المدينة والكوفة والشام (
فك رقبة ) على الإضافة ( أو إطعام ) على وجه المصدر .
والصواب من القول في ذلك : أنهما قراءتان معروفتان ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء ، وتأويل مفهوم ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب . فقراءته إذا قرئ
[ ص: 442 ] على وجه الفعل تأويله : فلا اقتحم العقبة ، لا فك رقبة ، ولا أطعم ، ثم كان من الذين آمنوا ، (
وما أدراك ما العقبة ) على التعجب والتعظيم وهذه القراءة أحسن مخرجا في العربية ؛ لأن الإطعام اسم ، وقوله : (
ثم كان من الذين آمنوا ) فعل ، والعرب تؤثر رد الأسماء على الأسماء مثلها ، والأفعال على الأفعال ، ولو كان مجيء التنزيل ثم إن كان من الذين آمنوا ، كان أحسن ، وأشبه بالإطعام والفك من ثم كان ، ولذلك قلت : ( فك رقبة أو أطعم ) أوجه في العربية من الآخر ، وإن كان للآخر وجه معروف ، ووجهه أن تضمر " أن " ثم تلقى ، كما قال
طرفة بن العبد :
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
بمعنى : ألا أيهذا الزاجري أن أحضر الوغى . وفي قوله : " أن أشهد " الدلالة البينة على أنها معطوفة على أن أخرى مثلها ، قد تقدمت قبلها ، فذلك وجه جوازه . وإذا وجه الكلام إلى هذا الوجه كان قوله : (
فك رقبة أو إطعام ) تفسيرا لقوله : (
وما أدراك ما العقبة ) كأنه قيل : وما أدراك ما العقبة ؟ هي فك رقبة (
أو إطعام في يوم ذي مسغبة ) كما قال جل ثناؤه : (
وما أدراك ما هيه ) ، ثم قال : (
نار حامية ) مفسرا لقوله : (
فأمه هاوية ) ، ثم قال : وما أدراك ما الهاوية ؟ هي نار حامية .
وقوله : (
أو أطعم في يوم ذي مسغبة )
يقول : أو أطعم في يوم ذي مجاعة ، والساغب : الجائع .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس (
أو أطعم في يوم ذي مسغبة ) يوم مجاعة .
حدثنا
الحسن بن عرفة ، قال : ثني
خالد بن حيان الرقي أبو يزيد ، عن
جعفر بن برقان ، عن
عكرمة في قول الله (
أو أطعم في يوم ذي مسغبة ) قال : ذي مجاعة .
[ ص: 443 ]
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، في قوله : (
في يوم ذي مسغبة ) قال : الجوع .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله (
أو أطعم في يوم ذي مسغبة ) يقول : يوم يشتهى فيه الطعام .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
عثمان الثقفي ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس (
في يوم ذي مسغبة ) قال : مجاعة .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
عثمان بن المغيرة ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ، مثله .
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : ثنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك يقول : في قوله : (
في يوم ذي مسغبة ) قال : مجاعة .
وقوله : (
يتيما ذا مقربة ) يقول : أو أطعم في يوم مجاعة صغيرا لا أب له من قرابته ، وهو اليتيم ذو المقربة ; وعني بذي المقربة : ذا القرابة .
كما حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد في قوله : (
يتيما ذا مقربة ) قال : ذا قرابة .
وقوله : (
أو مسكينا ذا متربة ) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : (
ذا متربة ) فقال بعضهم : عني بذلك : ذو اللصوق بالتراب .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، قال : ثنا
ابن أبي عدي ، عن
شعبة ، قال : أخبرني
المغيرة ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : الذي ليس له مأوى إلا التراب .
حدثنا
مطرف بن محمد الضبي ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
شعبة ، عن
المغيرة ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ، مثله .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، قال : ثنا
ابن أبي عدي ، عن
شعبة ، عن
حصين ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ، في قول الله : (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : الذي لا يواريه إلا التراب .
حدثني
زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : ثنا
أبو عاصم ، عن
شعبة ، عن
المغيرة ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس (
ذا متربة ) قال : الذي ليس له مأوى إلا التراب .
[ ص: 444 ]
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثني
جرير ، عن
مغيرة ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس (
مسكينا ذا متربة ) قال : الذي ليس له مأوى إلا التراب .
قال : ثنا
جرير ، عن
منصور ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
أو مسكينا ذا متربة ) قال :
المسكين ; المطروح في التراب .
حدثني
أبو حصين قال : ثنا
عبد الله بن أحمد بن يونس ، قال : ثنا
عبثر ، عن
حصين ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ، قوله : (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : الذي لا يقيه من التراب شيء .
حدثني
يعقوب ، قال : ثنا
هشيم ، قال : ثنا
حصين والمغيرة كلاهما ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس أنه قال في قوله : (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : هو اللازق بالتراب من شدة الفقر .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
حكام ، عن
عمرو بن أبي قيس ، عن
منصور ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : التراب الملقى على الطريق على الكناسة .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
طلق بن غنام ، عن
زائدة ، عن
منصور ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : هو المسكين الملقى بالطريق بالتراب .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
الحصين ، عن
مجاهد (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : المطروح في الأرض ؛ الذي لا يقيه شيء دون التراب .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
حصين ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : هو الملزق بالأرض ، لا يقيه شيء من التراب .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال : ثنا
سفيان ، عن
حصين وعثمان بن المغيرة ، عن
مجاهد عن
ابن عباس (
أو مسكينا ذا متربة ) قال الذي ليس له شيء يقيه من التراب .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
ذا متربة ) قال : ساقط في التراب .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
جعفر بن برقان ، قال : سمع
عكرمة [ ص: 445 ] (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : الملتزق بالأرض من الحاجة .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال :
ثنا ابن ثور ، عن
معمر ، عن
عكرمة ، في قوله : (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : التراب اللاصق بالأرض .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
عثمان بن المغيرة ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس ، قال : الملقى في الطريق الذي ليس له بيت إلا التراب .
وقال آخرون : بل هو المحتاج ، كان لاصقا بالتراب ، أو غير لاصق ; وقالوا : إنما هو من قولهم : ترب الرجل : إذا افتقر .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
أو مسكينا ذا متربة ) يقول : شديد الحاجة .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد بن السري ، قال : ثنا
أبو الأحوص ، عن
حصين ، عن
عكرمة ، في قوله : (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : هو المحارف الذي لا مال له .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : ذا حاجة ، الترب : المحتاج .
وقال آخرون : بل هو ذو العيال الكثير الذين قد لصقوا بالتراب من الضر وشدة الحاجة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس (
أو مسكينا ذا متربة ) يقول : مسكين ذو بنين وعيال ، ليس بينك وبينه قرابة .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
ابن يمان ، عن
أشعث ، عن
جعفر بن أبي المغيرة ، عن
سعيد بن جبير ، في قوله : (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : ذا عيال .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : (
أو مسكينا ذا متربة ) كنا نحدث أن الترب هو ذو العيال الذي لا شيء له .
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : ثنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : (
أو مسكينا ذا متربة ) ذا عيال لاصقين بالأرض من المسكنة والجهد .
[ ص: 446 ]
وأولى الأقوال في ذلك بالصحة قول من قال : عني به : أو مسكينا قد لصق بالتراب من الفقر والحاجة ; لأن ذلك هو الظاهر من معانيه . وأن قوله : ( متربة ) إنما هي " مفعلة " من ترب الرجل : إذا أصابه التراب .