القول في تأويل قوله تعالى ( فإذا أمنتم )
قال
أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في معنى ذلك .
فقال بعضهم : معناه : فإذا برأتم من مرضكم الذي أحصركم عن حجكم أو عمرتكم .
ذكر من قال ذلك :
3415 - حدثني
عبيد بن إسماعيل الهباري ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16421عبد الله بن نمير ، عن
الأعمش ، عن
إبراهيم ، عن
علقمة : " فإذا أمنتم " فإذا برأتم .
[ ص: 87 ]
3416 - حدثنا
الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه في قوله : "
فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج " يقول : فإذا أمنت حين تحصر : إذا أمنت من كسرك ، ومن وجعك ، فعليك أن تأتي البيت ، فيكون لك متعة ، فلا تحل حتى تأتي البيت .
وقال آخرون : معنى ذلك : فإذا أمنتم من خوفكم .
ذكر من قال ذلك :
3417 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد ، قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : " فإذا أمنتم " لتعلموا أن القوم كانوا خائفين يومئذ .
3418 - حدثت عن
عمار بن الحسن ، قال : حدثنا
ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع : " فإذا أمنتم " قال : إذا أمن من خوفه ، و برئ من مرضه .
قال
أبو جعفر : وهذا القول أشبه بتأويل الآية . لأن "الأمن" هو خلاف "الخوف" ، لا خلاف" المرض" ، إلا أن يكون مرضا مخوفا منه الهلاك ، فيقال : فإذا أمنتم الهلاك من خوف المرض وشدته ، وذلك معنى بعيد .
وإنما قلنا : إن معناه : الخوف من العدو ؛ لأن هذه الآيات نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام
الحديبية وأصحابه من العدو خائفون ، فعرفهم الله بها ما عليهم إذا أحصرهم خوف عدوهم عن الحج ، وما الذي عليهم إذا هم أمنوا من ذلك ، فزال عنهم خوفهم .