القول في
تأويل قوله تعالى ( ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب ( 211 ) )
قال
أبو جعفر : يعني"بالنعم" جل ثناؤه : الإسلام وما فرض من شرائع دينه .
ويعني بقوله : "
ومن يبدل نعمة الله " ومن يغير ما عاهد الله في نعمته التي هي الإسلام ، من العمل والدخول فيه فيكفر به ، فإنه معاقبه بما أوعد على الكفر به من العقوبة ، والله شديد عقابه ، أليم عذابه .
فتأويل الآية إذا يا أيها الذين آمنوا بالتوراة فصدقوا بها ، ادخلوا في الإسلام ، جميعا ودعوا الكفر ، وما دعاكم إليه الشيطان من ضلالته ، وقد جاءتكم البينات من عندي
بمحمد ، وما أظهرت على يديه لكم من الحجج والعبر ، فلا تبدلوا عهدي إليكم فيه وفيما جاءكم به من عندي في كتابكم بأنه نبيي ورسولي ، فإنه من يبدل ذلك منكم فيغيره فإنى له معاقب بالأليم من العقوبة .
وبمثل الذي قلنا في قوله : "
ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته " ، قال جماعة من أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
[ ص: 273 ]
4042 - حدثني
محمد بن عمرو ، قال : حدثنا
أبو عاصم ، قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله : "
ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته " ، قال : يكفر بها .
4043 - حدثنا
القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، مثله .
4044 - حدثني
موسى بن هارون ، قال : حدثنا
عمرو بن حماد ، قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
ومن يبدل نعمة الله " ، قال : يقول : من يبدلها كفرا .
4045 - حدثت عن
عمار ، عن
ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع "
ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته " ، يقول : ومن يكفر نعمته من بعد ما جاءته .