القول في
تأويل قوله جل ثناؤه : ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ( 12 ) )
وهذا القول من الله جل ثناؤه تكذيب للمنافقين في دعواهم . إذا أمروا بطاعة الله فيما أمرهم الله به ، ونهوا عن معصية الله فيما نهاهم الله عنه ، قالوا : إنما نحن مصلحون لا مفسدون ، ونحن على رشد وهدى - فيما أنكرتموه علينا - دونكم لا ضالون . فكذبهم الله عز وجل في ذلك من قيلهم فقال : ألا إنهم هم المفسدون المخالفون أمر الله عز وجل ، المتعدون حدوده ، الراكبون معصيته ، التاركون فروضه ، وهم لا يشعرون ولا يدرون أنهم كذلك - لا الذين يأمرونهم بالقسط من المؤمنين ،
[ ص: 292 ] وينهونهم عن معاصي الله في أرضه من المسلمين .