القول في تأويل
قوله ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون )
قال
أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " وبقية " الشيء الباقي ، من قول القائل : " قد بقي من هذا الأمر بقية " وهي " فعيلة " منه ، نظير " السكينة " من " سكن " .
[ ص: 331 ]
وقوله : "
مما ترك آل موسى وآل هارون " يعني به : من تركة
آل موسى ،
وآل هارون .
واختلف أهل التأويل في " البقية " التي كانت بقيت من تركتهم .
فقال بعضهم : كانت تلك " البقية " عصا موسى ورضاض الألواح .
ذكر من قال ذلك :
5685 - حدثنا
حميد بن مسعدة قال : حدثنا
بشر بن المفضل قال : حدثنا
داود ، عن
عكرمة قال : أحسبه عن
ابن عباس أنه قال في هذه الآية : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " قال : رضاض الألواح .
5686 - حدثنا
محمد بن عبد الله بن بزيع قال : حدثنا
بشر قال : حدثنا
داود ، عن
عكرمة قال
داود : وأحسبه عن
ابن عباس مثله .
5687 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : حدثنا
أبو الوليد قال : حدثنا
حماد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس في هذه الآية : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " قال : عصا
موسى ورضاض الألواح .
5688 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " قال : فكان في التابوت عصا
موسى ورضاض الألواح ، فيما ذكر لنا .
5689 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة في قوله : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " قال : البقية عصا موسى ورضاض الألواح .
5690 - حدثني
موسى قال : حدثنا
عمرو قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ، أما البقية ، فإنها عصا موسى
[ ص: 332 ] ورضاضة الألواح .
5691 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " عصا موسى وأثور من التوراة .
5692 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
عبد الوهاب الثقفي ، عن
خالد الحذاء ، عن
عكرمة في هذه الآية : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " قال : التوراة ورضاض الألواح والعصا قال
إسحاق ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : ورضاضه كسره .
5693 - حدثني
يعقوب قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
خالد ، عن
عكرمة في قوله : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " قال : رضاض الألواح .
وقال آخرون : بل تلك " البقية " عصا
موسى وعصا
هارون ، وشيء من الألواح .
ذكر من قال ذلك :
5694 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
جابر بن نوح ، عن
إسماعيل ، عن
ابن أبي خالد ، عن
أبي صالح : "
أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " قال : كان فيه عصا
موسى وعصا
هارون ، ولوحان من التوراة ، والمن .
[ ص: 333 ]
5695 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
ابن إدريس قال : سمعت أبي ، عن
عطية بن سعد في قوله : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " قال : عصا
موسى ، وعصا
هارون ، وثياب
موسى ، وثياب
هارون ، ورضاض الألواح .
وقال آخرون : بل هي العصا والنعلان .
ذكر من قال ذلك :
5696 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : سألت
الثوري عن قوله : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " قال : منهم من يقول : البقية قفيز من من ورضاض الألواح ، ومنهم من يقول : العصا والنعلان .
وقال آخرون : بل كان ذلك العصا وحدها .
ذكر من قال ذلك :
5697 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
بكار بن عبد الله قال : قلنا
لوهب بن منبه : ما كان فيه ؟ يعني في التابوت قال : كان فيه عصا
موسى والسكينة .
وقال آخرون : بل كان ذلك ، رضاض الألواح وما تكسر منها .
ذكر من قال ذلك :
5698 - حدثنا
القاسم قال : حدثني
حجاج قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال
ابن عباس في قوله : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " قال : كان موسى حين ألقى الألواح تكسرت ورفع منها ، فجعل الباقي في ذلك التابوت .
[ ص: 334 ]
5699 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : سألت
عطاء بن أبي رباح عن قوله : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " [ قال ] العلم والتوراة .
وقال آخرون : بل ذلك الجهاد في سبيل الله .
ذكر من قال ذلك :
5700 - حدثت عن
الحسين بن الفرج قال : سمعت
أبا معاذ قال : أخبرنا
عبيد الله بن سليمان قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " يعني ب " البقية " القتال في سبيل الله ، وبذلك قاتلوا مع
طالوت ، وبذلك أمروا .
قال
أبو جعفر : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله - تعالى ذكره - أخبر عن التابوت الذي جعله آية لصدق قول نبيه - صلى الله عليه - الذي قال لأمته : "
إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا " أن فيه سكينة منه وبقية مما تركه
آل موسى وآل هارون . وجائز أن يكون تلك البقية : العصا ، وكسر الألواح والتوراة ، أو بعضها ، والنعلين ، والثياب ، والجهاد في سبيل الله . وجائز أن يكون بعض ذلك ، وذلك أمر لا يدرك علمه من جهة الاستخراج ولا اللغة ، ولا يدرك علم ذلك إلا بخبر يوجب عنه العلم . ولا خبر عند أهل الإسلام في ذلك للصفة التي وصفنا . وإذ كان كذلك ، فغير جائز فيه تصويب قول وتضعيف آخر غيره ، إذ كان جائزا فيه ما قلنا من القول .