[ ص: 520 ] القول في
تأويل قوله ( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم ( 263 ) )
قال
أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : (
قول معروف ) قول جميل ، ودعاء الرجل لأخيه المسلم ( ومغفرة ) يعني : وستر منه عليه لما علم من خلته وسوء حالته . ( خير ) عند الله ( من صدقة ) يتصدقها عليه (
يتبعها أذى ) يعني يشتكيه عليها ، ويؤذيه بسببها كما : -
6037 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
أبو زهير ، عن
[ ص: 521 ] جويبر ، عن
الضحاك : (
قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ) يقول : أن يمسك ماله خير من أن ينفق ماله ثم يتبعه منا وأذى .
وأما قوله : ( غني حليم ) فإنه يعني : " والله غني " عما يتصدقون به ( حليم ) حين لا يعجل بالعقوبة على من يمن بصدقته منكم ، ويؤذي فيها من يتصدق بها عليه .
وروي عن
ابن عباس في ذلك ما : -
6038 - حدثنا به
المثنى قال : حدثنا
عبد الله بن صالح قال : حدثني
معاوية ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : ( الغني ) الذي كمل في غناه ، ( والحليم ) ، الذي قد كمل في حلمه .