القول في
تأويل قوله : ( ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا )
قال
أبو جعفر : يعني ب " ذلك " - جل ثناؤه - : ذلك الذي وصفهم به من قيامهم يوم القيامة من قبورهم كقيام الذي يتخبطه الشيطان من المس من الجنون فقال - تعالى ذكره - : هذا الذي ذكرنا أنه يصيبهم يوم القيامة من قبح حالهم ووحشة قيامهم من قبورهم ، وسوء ما حل بهم من أجل أنهم كانوا في الدنيا يكذبون ويفترون ويقولون : " إنما البيع " الذي أحله الله لعباده " مثل الربا " ؛ وذلك أن الذين كانوا يأكلون من الربا من أهل الجاهلية ، كان إذا حل مال أحدهم
[ ص: 13 ] على غريمه ،
يقول الغريم لغريم الحق : " زدني في الأجل وأزيدك في مالك " . فكان يقال لهما إذا فعلا ذلك : " هذا ربا لا يحل " . فإذا قيل لهما ذلك قالا " سواء علينا زدنا في أول البيع أو عند محل المال " . فكذبهم الله في قيلهم فقال : "
وأحل الله البيع " .