القول في
تأويل قوله ( واعف عنا واغفر لنا )
قال
أبو جعفر : وفي هذا أيضا من قول الله - عز وجل - خبرا عن المؤمنين من مسألتهم إياه ذلك الدلالة الواضحة أنهم سألوه تيسير فرائضه عليهم بقوله : "
ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " لأنهم عقبوا ذلك بقولهم : "
واعف عنا " مسألة منهم ربهم أن يعفو لهم عن تقصير إن كان منهم في بعض ما أمرهم به من فرائضه ، فيصفح لهم عنه ولا يعاقبهم عليه . وإن خف ما كلفهم من فرائضه على أبدانهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال بعض أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
6531 - حدثني
يونس قال أخبرنا
ابن وهب قال قال
ابن زيد في قوله : "
واعف عنا " قال : اعف عنا إن قصرنا عن شيء من أمرك مما أمرتنا به .
وكذلك قوله : "
واغفر لنا " يعني : واستر علينا زلة إن أتيناها فيما بيننا وبينك ، فلا تكشفها ولا تفضحنا بإظهارها .
وقد دللنا على معنى " المغفرة " فيما مضى قبل .
[ ص: 141 ]
6532 - حدثني
يونس قال أخبرنا
ابن وهب قال قال
ابن زيد : "
واغفر لنا " إن انتهكنا شيئا مما نهيتنا عنه .