القول في
تأويل قول الله جل ثناؤه : ( وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم )
يعني تعالى ذكره بذلك أنه أنزل من السماء مطرا ، فأخرج بذلك المطر مما أنبتوه في الأرض من زرعهم وغرسهم ثمرات رزقا لهم ، غذاء وأقواتا . فنبههم بذلك على قدرته وسلطانه ، وذكرهم به آلاءه لديهم ، وأنه هو الذي خلقهم ، وهو الذي يرزقهم ويكفلهم ، دون من جعلوه له ندا وعدلا من الأوثان والآلهة .
[ ص: 368 ] ثم زجرهم عن أن يجعلوا له ندا ، مع علمهم بأن ذلك كما أخبرهم ، وأنه لا ند له ولا عدل ، ولا لهم نافع ولا ضار ولا خالق ولا رازق سواه .