[ ص: 84 ] ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن
فإن قال لنا قائل : فما أنت قائل فيما : -
90 - حدثكم به
العباس بن عبد العظيم ، قال : حدثنا
محمد بن خالد بن عثمة ، قال : حدثني
جعفر بن محمد الزبيري ، قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن
عائشة ، قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=811234ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن إلا آيا بعدد ، علمهن إياه جبريل .
91 - حدثنا
أبو بكر محمد بن يزيد الطرسوسي ، قال : أخبرنا
معن ، عن
جعفر بن خالد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن
عائشة ، قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=811235لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن ، إلا آيا بعدد ، علمهن إياه جبريل عليه السلام . [ ص: 85 ]
92 - وحدثنا
أحمد بن عبدة الضبي ، قال : حدثنا
حماد بن زيد ، قال : حدثنا
عبيد الله بن عمر ، قال : لقد أدركت
فقهاء المدينة ، وإنهم ليغلظون القول في التفسير منهم :
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله ، nindex.php?page=showalam&ids=14946والقاسم بن محمد ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ، ونافع .
93 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15538بشر بن عمر ، قال : حدثنا
مالك بن أنس ، عن
يحيى بن سعيد ، قال : سمعت رجلا يسأل
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن آية من القرآن ، فقال : لا أقول في القرآن شيئا .
94 - حدثنا
يونس ، قال : حدثنا
ابن وهب ، قال : أخبرني
مالك ، عن
يحيى بن سعيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن ، قال : أنا لا أقول في القرآن شيئا .
[ ص: 86 ]
95 - حدثنا
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : سمعت الليث يحدث ، عن
يحيى بن سعيد ، عن
ابن المسيب : أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن .
96 - حدثنا
ابن حميد ، قال : حدثنا
حكام ، قال : حدثنا
سفيان ، عن
هشام ، عن
ابن سيرين ، قال : سألت
عبيدة السلماني عن آية ، قال : عليك بالسداد ، فقد ذهب الذين علموا فيم أنزل القرآن .
97 - حدثني
يعقوب ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
أيوب nindex.php?page=showalam&ids=16453وابن عون ، عن
محمد ، قال : سألت
عبيدة عن آية من القرآن فقال : ذهب الذين كانوا يعلمون فيم أنزل القرآن ، اتق الله وعليك بالسداد .
98 - حدثني
يعقوب ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
أيوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة : أن
ابن عباس سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها ، فأبى أن يقول فيها .
99 - حدثني
يعقوب ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
مهدي بن ميمون ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، قال : جاء
nindex.php?page=showalam&ids=16259طلق بن حبيب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=193جندب بن عبد الله ، فسأله عن آية من القرآن ، فقال له : أحرج عليك إن كنت مسلما ، لما قمت عني - أو قال : أن تجالسني .
100 - حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=14747عباس بن الوليد ، قال : أخبرني أبي ، قال : حدثنا
عبد الله بن شوذب ، قال : حدثني
يزيد بن أبي يزيد ، قال : كنا نسأل
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام ، وكان أعلم الناس ، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع .
101 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، قال : حدثنا
محمد بن جعفر ، قال : أخبرنا
شعبة ، عن
عمرو بن مرة ، قال : سأل رجل
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن آية من القرآن ،
[ ص: 87 ] فقال : لا تسألني عن القرآن ، وسل من يزعم أنه لا يخفى عليه شيء منه - يعني عكرمة .
102 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، قال : حدثنا
سعيد بن عامر ، عن
شعبة ، عن
عبد الله بن أبي السفر ، قال : قال
الشعبي : والله ما من آية إلا قد سألت عنها ، ولكنها الرواية عن الله .
103 - حدثني
يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
صالح - يعني ابن مسلم - قال : حدثني رجل ، عن
الشعبي ، قال : ثلاث لا أقول فيهن حتى أموت : القرآن ، والروح ، والرأي .
وما أشبه ذلك من الأخبار ؟
قيل له : أما الخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يفسر من القرآن شيئا إلا آيا بعدد ، فإن ذلك مصحح ما قلنا من القول في الباب الماضي قبل ، وهو : أن
من تأويل القرآن ما لا يدرك علمه إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم . وذلك تفصيل جمل ما في آيه من أمر الله ونهيه وحلاله وحرامه ، وحدوده وفرائضه ، وسائر معاني شرائع دينه ، الذي هو مجمل في ظاهر التنزيل ، وبالعباد إلى تفسيره الحاجة - لا يدرك علم تأويله إلا ببيان من عند الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما أشبه ذلك مما تحويه آي القرآن ، من سائر حكمه الذي جعل الله بيانه لخلقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلا يعلم أحد من خلق الله تأويل ذلك إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يعلمه رسول الله
[ ص: 88 ]
صلى الله عليه وسلم إلا بتعليم الله إياه ذلك بوحيه إليه ، إما مع
جبريل ، أو مع من شاء من رسله إليه . فذلك هو الآي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسرها لأصحابه بتعليم
جبريل إياه ، وهن لا شك آي ذوات عدد .
ومن آي القرآن ما قد ذكرنا أن الله جل ثناؤه استأثر بعلم تأويله ، فلم يطلع على علمه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولكنهم يؤمنون بأنه من عنده ، وأنه لا يعلم تأويله إلا الله .
فأما ما لا بد للعباد من علم تأويله ، فقد بين لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ببيان الله ذلك له بوحيه مع
جبريل . وذلك هو المعنى الذي أمره الله ببيانه لهم فقال له جل ذكره : (
وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) [ سورة النحل : 44 ] .
ولو كان تأويل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أنه كان لا
[ ص: 89 ] يفسر من القرآن شيئا إلا آيا بعدد - هو ما يسبق إليه أوهام أهل الغباء ، من أنه لم يكن يفسر من القرآن إلا القليل من آيه واليسير من حروفه ، كان إنما أنزل إليه صلى الله عليه وسلم الذكر ليترك للناس بيان ما أنزل إليهم ، لا ليبين لهم ما أنزل إليهم .
وفي أمر الله جل ثناؤه نبيه صلى الله عليه وسلم ببلاغ ما أنزل إليه ، وإعلامه إياه أنه إنما نزل إليه ما أنزل ليبين للناس ما نزل إليهم ، وقيام الحجة على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ وأدى ما أمره الله ببلاغه وأدائه على ما أمره به ، وصحة الخبر عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود بقيله : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعلم معانيهن والعمل بهن - ما ينبئ عن جهل من ظن أو توهم أن معنى الخبر الذي ذكرنا عن
عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=811236أنه لم يكن يفسر من القرآن شيئا إلا آيا بعدد ، هو أنه لم يكن يبين لأمته من تأويله إلا اليسير القليل منه .
هذا مع ما في الخبر الذي روي عن
عائشة من العلة التي في إسناده ، التي لا يجوز معها الاحتجاج به لأحد ممن علم صحيح سند الآثار وفاسدها في الدين . لأن راويه ممن لا يعرف في أهل الآثار ، وهو :
جعفر بن محمد الزبيري .
وأما الأخبار التي ذكرناها عمن ذكرناها عنه من التابعين ، بإحجامه عن التأويل ، فإن فعل من فعل ذلك منهم ، كفعل من أحجم منهم عن الفتيا في النوازل والحوادث ، مع إقراره بأن الله جل ثناؤه لم يقبض نبيه إليه ، إلا بعد إكمال الدين به لعباده ، وعلمه بأن لله في كل نازلة وحادثة حكما موجودا بنص أو دلالة . فلم يكن إحجامه عن القول في ذلك إحجام جاحد أن يكون لله فيه حكم موجود بين أظهر عباده ، ولكن إحجام خائف أن لا يبلغ في اجتهاده ما كلف الله العلماء من عباده فيه .
فكذلك معنى إحجام من أحجم عن القيل في تأويل القرآن وتفسيره من العلماء السلف ، إنما كان إحجامه عنه حذارا أن لا يبلغ أداء ما كلف من إصابة صواب القول فيه ، لا على أن تأويل ذلك محجوب عن علماء الأمة ، غير موجود بين أظهرهم .