[ ص: 344 ] القول في تأويل قوله ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك : أن الله - جل ثناؤه - تقبل
مريم من أمها
حنة ، وتحريرها إياها للكنيسة وخدمتها وخدمة ربها " بقبول حسن " .
" والقبول " مصدر من : " قبلها ربها " فأخرج المصدر على غير لفظ الفعل . ولو كان على لفظه لكان : " فتقبلها ربها تقبلا حسنا " . وقد تفعل العرب ذلك كثيرا : أن يأتوا بالمصادر على أصول الأفعال ، وإن اختلفت ألفاظها في الأفعال بالزيادة ، وذلك كقولهم : " تكلم فلان كلاما " ولو أخرج المصدر على الفعل لقيل : " تكلم فلان تكلما " . ومنه قوله : "
وأنبتها نباتا حسنا " ولم يقل : إنباتا حسنا .
وذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو بن العلاء أنه قال : لم نسمع العرب تضم القاف في " قبول " وكان القياس الضم ؛ لأنه مصدر مثل : " الدخول ، والخروج " . قال : ولم أسمع بحرف آخر في كلام العرب يشبهه .
6900 - حدثت بذلك عن
أبي عبيد قال : أخبرني
اليزيدي ، عن
أبي عمرو .
وأما قوله : "
وأنبتها نباتا حسنا " فإن معناه : وأنبتها ربها في غذائه ورزقه نباتا حسنا ، حتى تمت فكملت امرأة بالغة تامة ، كما : -
[ ص: 345 ]
6901 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال الله - عز وجل - : "
فتقبلها ربها بقبول حسن " قال : تقبل من أمها ما أرادت بها للكنيسة ، وأجرها فيها " وأنبتها " قال : نبتت في غذاء الله .