القول في تأويل قوله ( قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ( 47 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - ، قالت
مريم إذ قالت لها الملائكة أن الله يبشرك بكلمة منه : "
رب أنى يكون لي ولد " من أي وجه يكون لي ولد ؟ أمن قبل زوج أتزوجه وبعل أنكحه ، أم تبتدئ في خلقه من غير بعل ولا فحل ، ومن غير أن يمسني بشر ؟ فقال الله لها "
كذلك الله يخلق ما يشاء " يعني : هكذا يخلق الله منك ولدا لك من غير أن يمسك بشر ، فيجعله آية للناس وعبرة ، فإنه يخلق ما يشاء ويصنع ما يريد ، فيعطي الولد
[ ص: 421 ] من يشاء من غير فحل ومن فحل ، ويحرم ذلك من يشاء من النساء وإن كانت ذات بعل ، لأنه لا يتعذر عليه خلق شيء أراد خلقه ، إنما هو أن يأمر إذا أراد شيئا ما أراد [ خلقه ] فيقول له : " كن فيكون " ما شاء ، مما يشاء ، وكيف شاء ، كما : -
7079 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق ، عن
محمد بن جعفر بن الزبير : "
قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء " يصنع ما أراد ، ويخلق ما يشاء ، من بشر أو غير بشر " إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن " مما يشاء وكيف يشاء " فيكون " ما أراد .