القول في تأويل قوله (
فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ( 52 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : " فلما أحس
عيسى منهم الكفر " فلما وجد
عيسى منهم الكفر .
[ ص: 443 ]
" والإحساس " هو الوجود ، ومنه قول الله - عز وجل - : (
هل تحس منهم من أحد ) [ سورة مريم : 98 ] .
فأما " الحس " بغير " ألف " فهو الإفناء والقتل ، ومنه قوله : (
إذ تحسونهم بإذنه ) [ سورة آل عمران : 152 ] .
" والحس " أيضا العطف والرقة ، ومنه قول
الكميت :
هل من بكى الدار راج أن تحس له ، أو يبكي الدار ماء العبرة الخضل
؟
يعني بقوله : " أن تحس له " أن ترق له .
فتأويل الكلام : فلما وجد
عيسى - من بني إسرائيل الذين أرسله الله إليهم - جحودا لنبوته ، وتكذيبا لقوله ، وصدا عما دعاهم إليه من أمر الله ، قال : " من أنصاري إلى الله " ؟ ، يعني بذلك : قال
عيسى : من أعواني على المكذبين بحجة الله ، والمولين عن دينه ، والجاحدين نبوة نبيه ، " إلى الله " - عز وجل - ؟
ويعني بقوله : " إلى الله " مع الله .
وإنما حسن أن يقال : " إلى الله " بمعنى : مع الله ، لأن من شأن العرب إذا ضموا الشيء إلى غيره ، ثم أرادوا الخبر عنهما بضم أحدهما مع الآخر إذا ضم إليه ، جعلوا مكان " مع " " إلى " أحيانا ، وأحيانا تخبر عنهما ب " مع " فتقول : " الذود إلى الذود إبل " بمعنى : إذا ضممت الذود إلى الذود صارت إبلا . فأما إذا كان الشيء مع الشيء لم يقولوه ب " إلى " ولم يجعلوا مكان " مع " " إلى " .
[ ص: 444 ]
غير جائز أن يقال : " قدم فلان وإليه مال " بمعنى : ومعه مال .
وبمثل ما قلنا في تأويل قوله : " من أنصاري إلى الله " ، قال جماعة من أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
7120 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن المفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قوله : "
من أنصاري إلى الله " يقول : مع الله .
7121 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : "
من أنصاري إلى الله " يقول : مع الله .
وأما سبب استنصار
عيسى عليه السلام من استنصر من
الحواريين ، فإن بين أهل العلم فيه اختلافا .
فقال بعضهم : كان سبب ذلك ما : -
7122 - حدثني به
موسى بن هارون قال : حدثنا
عمرو قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : لما بعث الله
عيسى ، فأمره بالدعوة ، نفته بنو إسرائيل وأخرجوه ، فخرج هو وأمه يسيحون في الأرض . فنزل في قرية على رجل فضافهم وأحسن إليهم . وكان لتلك المدينة ملك جبار معتد ، فجاء ذلك الرجل يوما وقد وقع عليه هم وحزن ، فدخل منزله
ومريم عند امرأته . فقالت
مريم لها : ما شأن زوجك ؟ أراه حزينا ! قالت : لا تسألي ! قالت : أخبريني ! لعل الله يفرج كربته ! قالت : فإن لنا ملكا يجعل على كل رجل منا يوما يطعمه هو وجنوده
[ ص: 445 ] ويسقيهم من الخمر ، فإن لم يفعل عاقبه ، وإنه قد بلغت نوبته اليوم الذي يريد أن نصنع له فيه ، وليس لذلك عندنا سعة ! قالت : فقولي له لا يهتم ، فإني آمر ابني فيدعو له ، فيكفى ذلك . قالت
مريم لعيسى في ذلك ، قال
عيسى : يا أمه ، إني إن فعلت كان في ذلك شر . قالت : فلا تبال ، فإنه قد أحسن إلينا وأكرمنا ! قال
عيسى : فقولي له : إذا اقترب ذلك ، فاملأ قدورك وخوابيك ماء ، ثم أعلمني . قال : فلما ملأهن أعلمه ، فدعا الله ، فتحول ما في القدور لحما ومرقا وخبزا ، وما في الخوابي خمرا لم ير الناس مثله قط وإياه طعاما . فلما جاء الملك أكل ، فلما شرب الخمر سأل : من أين هذه الخمر ؟ قال له : هي من أرض كذا وكذا . قال الملك : فإن خمري أوتى بها من تلك الأرض ، فليس هي مثل هذه ! قال : هي من أرض أخرى . فلما خلط على الملك اشتد عليه ، قال : فأنا أخبرك ، عندي غلام لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه ، وإنه دعا الله ، فجعل الماء خمرا . قال الملك وكان له ابن يريد أن يستخلفه ، فمات قبل ذلك بأيام ، وكان أحب الخلق إليه فقال : إن رجلا دعا الله حتى جعل الماء خمرا ، ليستجابن له حتى يحيي ابني ! فدعا
عيسى فكلمه ، فسأله أن يدعو الله فيحيي ابنه ، فقال
عيسى : لا تفعل ، فإنه إن عاش كان شرا . فقال الملك : لا أبالي ، أليس أراه ، فلا أبالي ما كان . فقال
عيسى عليه السلام : فإن أحييته تتركوني أنا وأمي نذهب أينما شئنا ؟ قال الملك : نعم . فدعا الله فعاش الغلام . فلما رآه أهل
[ ص: 446 ] مملكته قد عاش ، تنادوا بالسلاح وقالوا : أكلنا هذا ، حتى إذا دنا موته يريد أن يستخلف ابنه ، فيأكلنا كما أكلنا أبوه ! ! فاقتتلوا ، وذهب
عيسى وأمه ، وصحبهما يهودي ، وكان مع اليهودي رغيفان ، ومع
عيسى رغيف ، فقال له
عيسى : شاركني . فقال اليهودي : نعم . فلما رأى أنه ليس مع
عيسى إلا رغيف ندم ، فلما ناما جعل اليهودي يريد أن يأكل الرغيف ، فلما أكل لقمة قال له
عيسى : ما تصنع ؟ فيقول : لا شيء ! فيطرحها ، حتى فرغ من الرغيف كله . فلما أصبحا قال له
عيسى : هلم طعامك ! فجاء برغيف ، فقال له
عيسى : أين الرغيف الآخر ؟ قال : ما كان معي إلا واحد . فسكت عنه
عيسى ، فانطلقوا ، فمروا براعي غنم ، فنادى
عيسى : يا صاحب الغنم ، أجزرنا شاة من غنمك . قال : نعم ، أرسل صاحبك يأخذها . فأرسل
عيسى اليهودي ، فجاء بالشاة فذبحوها وشووها ، ثم قال لليهودي : كل ، ولا تكسرن عظما . فأكلا . فلما شبعوا ، قذف
عيسى العظام في الجلد ، ثم ضربها بعصاه وقال : قومي بإذن الله ! فقامت الشاة تثغو ، فقال : يا صاحب الغنم ، خذ شاتك . فقال له الراعي : من أنت ؟ فقال : أنا
عيسى ابن مريم . قال : أنت الساحر ! وفر منه . قال :
عيسى لليهودي : بالذي أحيى هذه الشاة بعدما أكلناها ، كم كان معك رغيفا ؟ فحلف ما كان معه إلا رغيف واحد ، فمروا بصاحب بقر ، فنادى
عيسى فقال : يا صاحب البقر ، أجزرنا من بقرك هذه عجلا . قال : ابعث صاحبك يأخذه . قال : انطلق يا يهودي فجئ به . فانطلق فجاء به . فذبحه وشواه وصاحب البقر ينظر ، فقال له
عيسى : كل ولا تكسرن عظما . فلما فرغوا ، قذف العظام في الجلد ثم ضربه بعصاه ، وقال : قم بإذن الله . فقام وله خوار ، قال : خذ
[ ص: 447 ] عجلك . قال : ومن أنت ؟ قال : أنا
عيسى . قال : أنت السحار ! ثم فر منه . قال اليهودي : يا
عيسى أحييته بعد ما أكلناه ! قال
عيسى : فبالذي أحيا الشاة بعد ما أكلناها ، والعجل بعد ما أكلناه ، كم كان معك رغيفا ؟ فحلف بالله ما كان معه إلا رغيف واحد . فانطلقا ، حتى نزلا قرية ، فنزل اليهودي أعلاها
وعيسى في أسفلها ، وأخذ اليهودي عصا مثل عصا
عيسى وقال : أنا الآن أحيي الموتى ! وكان ملك تلك المدينة مريضا شديد المرض ، فانطلق اليهودي ينادي : من يبتغي طبيبا ؟ حتى أتى ملك تلك القرية ، فأخبر بوجعه ، فقال : أدخلوني عليه فأنا أبرئه ، وإن رأيتموه قد مات فأنا أحييه . فقيل له : إن وجع الملك قد أعيى الأطباء قبلك ، ليس من طبيب يداويه ولا يفيء دواؤه شيئا إلا أمر به فصلب . قال : أدخلوني عليه ، فإني سأبرئه . فأدخل عليه فأخذ برجل الملك فضربه بعصاه حتى مات ، فجعل يضربه بعصاه وهو ميت ويقول : قم بإذن الله ! فأخذ ليصلب ، فبلغ
عيسى ، فأقبل إليه وقد رفع على الخشبة ، فقال : أرأيتم إن أحييت لكم صاحبكم ، أتتركون لي صاحبي ؟ قالوا : نعم . فأحيى الله الملك
لعيسى ، فقام وأنزل اليهودي فقال : يا
عيسى أنت أعظم الناس علي منة ، والله لا أفارقك أبدا . قال
عيسى فيما حدثنا به
محمد بن الحسين بن موسى قال : حدثنا
أحمد بن المفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي لليهودي : أنشدك بالذي أحيى الشاة والعجل بعد ما أكلناهما ، وأحيى هذا بعد ما مات ، وأنزلك من الجذع بعد ما رفعت عليه لتصلب ، كم كان معك رغيفا ؟ قال : فحلف بهذا كله ما كان معه إلا رغيف واحد ، قال : لا بأس ! فانطلقا ، حتى مرا على كنز قد حفرته السباع والدواب ، فقال اليهودي : يا
عيسى ، لمن هذا المال ؟ قال
عيسى : دعه ، فإن له أهلا يهلكون عليه . فجعلت نفس اليهودي تطلع
[ ص: 448 ] إلى المال ، ويكره أن يعصى
عيسى ، فانطلق مع
عيسى . ومر بالمال أربعة نفر ، فلما رأوه اجتمعوا عليه ، فقال : اثنان لصاحبيهما : انطلقا فابتاعا لنا طعاما وشرابا ودوابا نحمل عليها هذا المال . فانطلق الرجلان فابتاعا دوابا وطعاما وشرابا ، وقال أحدهما لصاحبه : هل لك أن نجعل لصاحبينا في طعامهما سما ، فإذا أكلا ماتا ، فكان المال بيني وبينك ، فقال الآخر : نعم ! ففعلا . وقال الآخران : إذا ما أتيانا بالطعام ، فليقم كل واحد إلى صاحبه فيقتله ، فيكون الطعام والدواب بيني وبينك . فلما جاءا بطعامهما قاما فقتلاهما ، ثم قعدا على الطعام فأكلا منه ، فماتا . وأعلم ذلك
عيسى ، فقال لليهودي : أخرجه حتى نقتسمه ، فأخرجه ، فقسمه
عيسى بين ثلاثة ، فقال اليهودي : يا
عيسى ، اتق الله ولا تظلمني ، فإنما هو أنا وأنت ! ! وما هذه الثلاثة ؟ قال له عيسى : هذا لي ، وهذا لك ، وهذا الثلث لصاحب الرغيف . قال اليهودي : فإن أخبرتك بصاحب الرغيف ، تعطيني هذا المال ؟ فقال
عيسى : نعم . قال : أنا هو . قال :
عيسى : خذ حظي وحظك وحظ صاحب الرغيف ، فهو حظك من الدنيا والآخرة . فلما حمله مشى به شيئا ، فخسف به . وانطلق
عيسى ابن مريم ، فمر
بالحواريين وهم يصطادون السمك ، فقال : ما تصنعون ؟ فقالوا : نصطاد السمك . فقال : أفلا تمشون حتى نصطاد الناس ؟ قالوا : ومن أنت ؟ قال : أنا
عيسى ابن مريم ، فآمنوا به وانطلقوا معه . فذلك قول الله - عز وجل - : "
من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون " .
[ ص: 449 ]
7122 م - حدثنا
محمد بن سنان قال : حدثنا
أبو بكر الحنفي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16292عباد بن منصور ، عن
الحسن في قوله : "
فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله ، الآية قال : استنصر فنصره
الحواريون ، وظهر عليهم .
وقال آخرون : كان سبب استنصار
عيسى من استنصر ، لأن من استنصر
الحواريين عليه كانوا أرادوا قتله .
ذكر من قال ذلك :
7123 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد : "
فلما أحس عيسى منهم الكفر " قال : كفروا وأرادوا قتله ، فذلك حين استنصر قومه " قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله " .
" والأنصار " جمع " نصير " كما " الأشراف " جمع " شريف " " والأشهاد " جمع " شهيد " .
وأما "
الحواريون " فإن أهل التأويل اختلفوا في
السبب الذي من أجله سموا " حواريون " .
فقال بعضهم : سموا بذلك لبياض ثيابهم .
ذكر من قال ذلك :
7124 - حدثني
محمد بن عبيد المحاربي قال : مما روى أبي قال : حدثنا
قيس بن الربيع ، عن
ميسرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو ، عن
سعيد بن جبير قال : إنما سموا "
الحواريين " ببياض ثيابهم .
[ ص: 450 ]
وقال آخرون : سموا بذلك : لأنهم كانوا قصارين يبيضون الثياب .
ذكر من قال ذلك :
7125 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم ، عن
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
أبي أرطأة قال : "
الحواريون " الغسالون الذين يحورون الثياب ، يغسلونها .
وقال آخرون : هم خاصة الأنبياء وصفوتهم .
ذكر من قال ذلك :
7126 - حدثنا
يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
روح بن القاسم ، أن
قتادة ذكر رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : كان من
الحواريين . فقيل له : من
الحواريون ؟ قال : الذين تصلح لهم الخلافة .
7127 - حدثت عن
المنجاب قال : حدثنا
الحسين قال : حدثنا
بشر ، عن
عمارة ، عن
أبي روق ، عن
الضحاك في قوله : " إذ قال الحواريون " قال : أصفياء الأنبياء .
قال
أبو جعفر : وأشبه الأقوال التي ذكرنا في معنى "
الحواريين " قول من قال : " سموا بذلك لبياض ثيابهم ، ولأنهم كانوا غسالين " .
وذلك أن " الحور " عند العرب شدة البياض ، ولذلك سمي " الحوارى " من الطعام " حوارى " لشدة بياضه ، ومنه قيل للرجل الشديد البياض مقلة العينين " أحور " وللمرأة " حوراء " . وقد يجوز أن يكون حواريو
عيسى كانوا سموا بالذي ذكرنا ، من تبييضهم الثياب ، وأنهم كانوا قصارين ، فعرفوا بصحبة
عيسى ، واختياره إياهم لنفسه أصحابا وأنصارا ، فجرى ذلك الاسم لهم ، واستعمل ،
[ ص: 451 ] حتى صار كل خاصة للرجل من أصحابه وأنصاره : " حواريه " ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - .
7128 - "
nindex.php?page=hadith&LINKID=810271إن لكل نبي حواريا ، وحواري الزبير " .
يعني خاصته . وقد تسمي العرب النساء اللواتي مساكنهن القرى والأمصار " حواريات " وإنما سمين بذلك لغلبة البياض عليهن ، ومن ذلك قول
أبي جلدة اليشكري :
فقل للحواريات يبكين غيرنا ولا تبكنا إلا الكلاب النوابح
ويعني بقوله : " قال الحواريون " قال هؤلاء الذين صفتهم ما ذكرنا ، من تبييضهم الثياب : " آمنا بالله " صدقنا بالله ، واشهد أنت يا
عيسى بأننا مسلمون .
قال
أبو جعفر : وهذا خبر من الله - عز وجل - أن الإسلام دينه الذي ابتعث به
[ ص: 452 ] عيسى والأنبياء قبله ، لا النصرانية ولا اليهودية وتبرئة من الله
لعيسى ممن انتحل النصرانية ودان بها ، كما برأ
إبراهيم من سائر الأديان غير الإسلام ، وذلك احتجاج من الله تعالى ذكره لنبيه - صلى الله عليه وسلم - على وفد
نجران ، كما : -
7129 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
محمد بن إسحاق ، عن
محمد بن جعفر بن الزبير : "
فلما أحس عيسى منهم الكفر " والعدوان "
قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله " وهذا قولهم الذي أصابوا به الفضل من ربهم "
واشهد بأنا مسلمون " لا كما يقول هؤلاء الذين يحاجونك فيه - يعني وفد
نصارى نجران .