القول في
تأويل قوله ( ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : أن من استحل الخيانة من
اليهود ، وجحود حقوق العربي التي هي له عليه ، فلم يؤد ما ائتمنه العربي عليه إلا ما دام له متقاضيا مطالبا من أجل أنه يقول : لا حرج علينا فيما أصبنا من أموال العرب
[ ص: 522 ] ولا إثم ، لأنهم على غير الحق ، وأنهم مشركون .
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم نحو قولنا فيه .
ذكر من قال ذلك :
7266 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة : " ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل " الآية ، قالت
اليهود : ليس علينا فيما أصبنا من أموال العرب سبيل .
7267 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة في قوله : "
ليس علينا في الأميين سبيل " قال : ليس علينا في المشركين سبيل يعنون من ليس من أهل الكتاب .
7268 - حدثنا محمد قال : حدثنا أحمد قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل " قال : يقال له : ما بالك لا تؤدي أمانتك ؟ فيقول : ليس علينا حرج في أموال العرب ، قد أحلها الله لنا ! !
7269 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
يعقوب القمي ، عن
جعفر ، عن
سعيد بن جبير :
لما نزلت " ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل " قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : كذب أعداء الله ، ما من شيء كان في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي ، إلا الأمانة ، فإنها مؤداة إلى البر والفاجر .
[ ص: 523 ]
7270 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
هشام بن عبيد الله ، عن
يعقوب القمي ، عن
جعفر ، عن سعيد بن جبير قال : لما قالت اليهود : " ليس علينا في الأميين سبيل " يعنون أخذ أموالهم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم ذكر نحوه إلا أنه قال : إلا وهو تحت قدمي هاتين ، إلا الأمانة ، فإنها مؤداة ولم يزد على ذلك .
7271 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس : "
ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل " وذلك أن أهل الكتاب كانوا يقولون : ليس علينا جناح فيما أصبنا من هؤلاء ، لأنهم أميون . فذلك قوله : (
ليس علينا في الأميين سبيل ) ، إلى آخر الآية .
وقال آخرون في ذلك ، ما : -
7272 - حدثنا به
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل " قال : بايع
اليهود رجال من المسلمين في الجاهلية ، فلما أسلموا تقاضوهم ثمن بيوعهم ، فقالوا : ليس لكم علينا أمانة ، ولا قضاء لكم عندنا ، لأنكم تركتم دينكم الذي كنتم عليه ! قال : وادعوا أنهم وجدوا ذلك في كتابهم ، فقال الله - عز وجل - : "
ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " .
7273 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا أبي قال : حدثنا
سفيان ، عن
أبي إسحاق ، عن
صعصعة قال : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : إنا نغزو أهل الكتاب فنصيب من ثمارهم ؟ قال : وتقولون كما قال أهل الكتاب : "
ليس علينا في الأميين سبيل ! !
[ ص: 524 ]
7274 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق الهمداني ، عن
صعصعة : أن رجلا سأل
ابن عباس فقال : إنا نصيب في الغزو أو : [ العذق ] ، الشك من
الحسن من أموال أهل الذمة الدجاجة والشاة ، فقال
ابن عباس : فتقولون ماذا ؟ قال نقول : ليس علينا بذلك بأس ! قال : هذا كما قال أهل الكتاب : "
ليس علينا في الأميين سبيل " ! إنهم إذا أدوا الجزية لم تحل لكم أموالهم إلا بطيب أنفسهم .