[ ص: 550 ] القول في
تأويل قوله ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : واذكروا ، يا أهل الكتاب ، "
إذ أخذ الله ميثاق النبيين " يعني : حين أخذ الله ميثاق النبيين " وميثاقهم " ما وثقوا به على أنفسهم طاعة الله فيما أمرهم ونهاهم .
وقد بينا أصل " الميثاق " باختلاف أهل التأويل فيه ، بما فيه الكفاية .
: "
لما آتيتكم من كتاب وحكمة " فاختلفت القرأة في قراءة ذلك .
فقرأته عامة قرأة الحجاز والعراق ( لما آتيتكم ) بفتح " اللام " من " لما " إلا أنهم اختلفوا في قراءة : " آتيتكم " .
فقرأه بعضهم : " آتيتكم " على التوحيد .
وقرأه آخرون : ( آتيناكم ) على الجمع .
ثم اختلف أهل العربية إذا قرئ ذلك كذلك .
فقال بعض نحويي البصرة : " اللام " التي مع " ما " في أول الكلام " لام الابتداء " نحو قول القائل : " لزيد أفضل منك " لأن " ما " اسم ، والذي بعدها صلة لها ، " واللام " التي في : "
لتؤمنن به ولتنصرنه " لام القسم ، كأنه قال : والله لتؤمنن به يؤكد في أول الكلام وفي آخره ، كما يقال : " أما والله أن لو جئتني
[ ص: 551 ] لكان كذا وكذا " وقد يستغنى عنها . فوكد في : " لتؤمنن به " باللام في آخر الكلام . وقد يستغنى عنها ، ويجعل خبر " ما آتيتكم من كتاب وحكمة " " لتؤمنن به " . مثل : " لعبد الله والله لتأتينه " . قال : وإن شئت جعلت خبر " ما " " من كتاب " يريد : لما آتيتكم ، كتاب وحكمة وتكون " من " زائدة .
وخطأ بعض نحويي
الكوفيين ذلك كله وقال : " اللام " التي تدخل في أوائل الجزاء ، تجاب بجوابات الأيمان ، يقال : " لمن قام لآتينه " " ولمن قام ما أحسن " فإذا وقع في جوابها " ما " و " لا " علم أن اللام ليست بتوكيد للأولى ، لأنه يوضع موضعها " ما " و " لا " فتكون كالأولى ، وهي جواب للأولى . قال : وأما قوله : "
لما آتيتكم من كتاب وحكمة " بمعنى إسقاط " من " غلط . لأن " من " التي تدخل وتخرج ، لا تقع مواقع الأسماء ، قال : ولا تقع في الخبر أيضا ، إنما تقع في الجحد والاستفهام والجزاء .
قال
أبو جعفر : وأولى الأقوال في تأويل هذه الآية - على قراءة من قرأ ذلك بفتح " اللام " - بالصواب : أن يكون قوله : " لما " بمعنى " لمهما " وأن تكون " ما " حرف جزاء أدخلت عليها " اللام " وصير الفعل معها على " فعل " ثم
[ ص: 552 ] أجيبت بما تجاب به الأيمان ، فصارت " اللام " الأولى يمينا ، إذ تلقيت بجواب اليمين .
وقرأ ذلك آخرون : ( لما آتيتكم ) " بكسر " اللام " من " لما " وذلك قراءة جماعة من
أهل الكوفة .
ثم اختلف قارئو ذلك كذلك في تأويله .
فقال بعضهم : معناه إذا قرئ كذلك : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين للذي آتيتكم ف " ما " على هذه القراءة . بمعنى " الذي " عندهم . وكان تأويل الكلام : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين من أجل الذي آتاهم من كتاب وحكمة ثم " جاءكم رسول " يعني : ثم إن جاءكم رسول ، يعني : ذكر
محمد في التوراة " لتؤمنن به " أي : ليكونن إيمانكم به ، للذي عندكم في التوراة من ذكره .
وقال آخرون منهم : تأويل ذلك إذا قرئ بكسر " اللام " من " لما " : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ، للذي آتاهم من الحكمة . ثم جعل قوله : " لتؤمنن به " من الأخذ أخذ الميثاق . كما يقال في الكلام : " أخذت ميثاقك لتفعلن " . لأن أخذ الميثاق بمنزلة الاستحلاف . فكان تأويل الكلام عند قائل هذا القول : وإذ استحلف الله النبيين للذي آتاهم من كتاب وحكمة ، متى جاءهم رسول مصدق لما معهم ، ليؤمنن به ولينصرنه .
قال
أبو جعفر : وأولى القراءتين في ذلك بالصواب قراءة من قرأ : "
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم " بفتح " اللام " . لأن الله - عز وجل -
أخذ ميثاق جميع الأنبياء بتصديق كل رسول له ابتعثه إلى خلقه فيما ابتعثه به إليهم ، كان ممن آتاه كتابا أو ممن لم يؤته كتابا . وذلك أنه غير جائز وصف أحد من أنبياء الله - عز وجل - ورسله ، بأنه كان ممن أبيح له التكذيب بأحد من رسله . فإذا كان ذلك
[ ص: 553 ] كذلك ، وكان معلوما أن منهم من أنزل عليه الكتاب ، وأن منهم من لم ينزل عليه الكتاب كان بينا أن قراءة من قرأ ذلك : " لما آتيتكم " بكسر " اللام " بمعنى : من أجل الذي آتيتكم من كتاب ، لا وجه له مفهوم إلا على تأويل بعيد ، وانتزاع عميق .
ثم اختلف أهل التأويل فيمن أخذ ميثاقه بالإيمان بمن جاءه من رسل الله مصدقا لما معه .
فقال بعضهم : إنما أخذ الله بذلك ميثاق أهل الكتاب دون أنبيائهم . واستشهدوا لصحة قولهم بذلك بقوله : "
لتؤمنن به ولتنصرنه " . قالوا : فإنما أمر الذين أرسلت إليهم الرسل من الأمم بالإيمان برسل الله ونصرتها على من خالفها . وأما الرسل ، فإنه لا وجه لأمرها بنصرة أحد ، لأنها المحتاجة إلى المعونة على من خالفها من كفرة بني آدم . فأما هي ، فإنها لا تعين الكفرة على كفرها ولا تنصرها . قالوا : وإذا لم يكن غيرها وغير الأمم الكافرة ، فمن الذي ينصر النبي ، فيؤخذ ميثاقه بنصرته ؟
ذكر من قال ذلك :
7323 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم ، عن
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله : "
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة " قال : هي خطأ من الكاتب ، وهي في قراءة
ابن مسعود : "
وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب " .
[ ص: 554 ]
7324 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد مثله .
7325 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع في قوله : "
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين " يقول : وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ، وكذلك كان يقرؤها
الربيع : "
وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب " إنما هي أهل الكتاب . قال : وكذلك كان يقرؤها
أبي بن كعب . قال
الربيع : ألا ترى أنه يقول : "
ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ؟ يقول : لتؤمنن
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ولتنصرنه . قال : هم أهل الكتاب .
وقال آخرون : بل الذين أخذ ميثاقهم بذلك ، الأنبياء دون أممها .
ذكر من قال ذلك :
[ ص: 555 ]
7326 - حدثني
المثنى وأحمد بن حازم قالا حدثنا
أبو نعيم قال : حدثنا
سفيان ، عن
حبيب ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس ، قال : إنما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم .
7327 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه في قوله : "
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين " أن يصدق بعضهم بعضا .
7328 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه في قوله : "
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم " الآية ، قال : أخذ الله ميثاق الأول من الأنبياء ، ليصدقن وليؤمنن بما جاء به الآخر منهم .
7329 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
عبد الله بن هاشم قال : أخبرنا
سيف بن عمر ، عن
أبي روق ، عن
أبي أيوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب قال : لم يبعث الله - عز وجل - نبيا ،
آدم فمن بعده - إلا أخذ عليه العهد في
محمد : لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ويأمره فيأخذ العهد على قومه ، فقال : "
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة " الآية .
7330 - حدثنا
بشر قال حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : "
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب " الآية : هذا ميثاق أخذه الله على النبيين أن يصدق بعضهم بعضا ، وأن يبلغوا كتاب الله ورسالاته ، فبلغت الأنبياء كتاب الله ورسالاته إلى قومهم ، وأخذ عليهم - فيما بلغتهم رسلهم - أن يؤمنوا
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ويصدقوه وينصروه .
[ ص: 556 ]
7331 - حدثنا
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن المفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة " الآية . قال : لم يبعث الله - عز وجل - نبيا قط من لدن
نوح ، إلا أخذ ميثاقه ليؤمنن
بمحمد ولينصرنه إن خرج وهو حي ، وإلا أخذ على قومه أن يؤمنوا به ولينصرنه إن خرج وهم أحياء .
7332 - حدثني
محمد بن سنان قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11942عبد الكبير بن عبد المجيد أبو بكر الحنفي قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16292عباد بن منصور قال : سألت
الحسن عن قوله : "
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة " الآية كلها ، قال : أخذ الله ميثاق النبيين : ليبلغن آخركم أولكم ، ولا تختلفوا .
وقال آخرون : معنى ذلك : أنه أخذ ميثاق النبيين وأممهم فاجتزأ بذكر الأنبياء عن ذكر أممها ، لأن في ذكر أخذ الميثاق على المتبوع ، دلالة على أخذه على التباع ، لأن الأمم هم تباع الأنبياء .
ذكر من قال ذلك :
7333 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
محمد بن إسحاق ، عن
محمد بن أبي محمد ، عن
عكرمة أو عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قال : ثم ذكر ما أخذ عليهم - يعني على أهل الكتاب - وعلى أنبيائهم من الميثاق بتصديقه - يعني بتصديق
محمد - صلى الله عليه وسلم - - إذا جاءهم ، وإقرارهم به على أنفسهم . فقال : "
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة " إلى آخر الآية .
7334 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير قال : حدثنا
محمد بن إسحاق قال : حدثني
محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال : حدثني
سعيد [ ص: 557 ] بن جبير أو
عكرمة ، عن
ابن عباس مثله .
قال
أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال في ذلك بالصواب ، قول من قال : معنى ذلك : الخبر عن أخذ الله الميثاق من أنبيائه بتصديق بعضهم بعضا ، وأخذ الأنبياء على أممها وتباعها الميثاق بنحو الذي أخذ عليها ربها من تصديق أنبياء الله ورسله بما جاءتها به لأن الأنبياء عليهم السلام بذلك أرسلت إلى أممها . ولم يدع أحد ممن صدق المرسلين ، أن نبيا أرسل إلى أمة بتكذيب أحد من أنبياء الله - عز وجل - وحججه في عباده ، بل كلها - وإن كذب بعض الأمم بعض أنبياء الله ، بجحودها نبوته - مقرة بأن من ثبتت صحة نبوته ، فعليها الدينونة بتصديقه . فذلك ميثاق مقر به جميعهم .
ولا معنى لقول من زعم أن الميثاق إنما أخذ على الأمم دون الأنبياء . لأن الله - عز وجل - قد أخبر أنه أخذ ذلك من النبيين ، فسواء قال قائل : " لم يأخذ ذلك منها ربها " أو قال : " لم يأمرها ببلاغ ما أرسلت " وقد نص الله - عز وجل - أنه أمرها بتبليغه ، لأنهما جميعا خبران من الله عنها : أحدهما أنه أخذ منها ، والآخر منهما أنه أمرها . فإن جاز الشك في أحدهما ، جاز في الآخر .
وأما ما استشهد به
الربيع بن أنس ، على أن المعني بذلك أهل الكتاب من قوله : "
لتؤمنن به ولتنصرنه " فإن ذلك غير شاهد على صحة ما قال . لأن الأنبياء قد أمر بعضها بتصديق بعض ، وتصديق بعضها بعضا ، نصرة من بعضها بعضا .
تم اختلفوا في الذين عنوا بقوله : "
ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه " .
فقال بعضهم : الذين عنوا بذلك ، هم الأنبياء ، أخذت مواثيقهم أن يصدق
[ ص: 558 ] بعضهم بعضا وأن ينصروه ، وقد ذكرنا الرواية بذلك عمن قاله .
وقال آخرون : هم أهل الكتاب ، أمروا بتصديق
محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا بعثه الله وبنصرته ، وأخذ ميثاقهم في كتبهم بذلك . وقد ذكرنا الرواية بذلك أيضا عمن قاله .
وقال آخرون ممن قال : الذين عنوا بأخذ الله ميثاقهم منهم في هذه الآية هم الأنبياء قوله : "
ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم " معني به أهل الكتاب .
ذكر من قال ذلك :
7335 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر قال : أخبرنا
ابن طاوس ، عن أبيه في قوله : "
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ، قال أخذ الله ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا ، ثم قال : " ثم
جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه " قال : فهذه الآية لأهل الكتاب ، أخذ الله ميثاقهم أن يؤمنوا
بمحمد ويصدقوه .
7336 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثني
ابن أبي جعفر ، عن أبيه قال : قال
قتادة : أخذ الله على النبيين ميثاقهم : أن يصدق بعضهم بعضا ، وأن يبلغوا كتاب الله ورسالته إلى عباده ، فبلغت الأنبياء كتاب الله ورسالاته إلى قومهم ، وأخذوا مواثيق أهل الكتاب - في كتابهم ، فيما بلغتهم رسلهم - : أن يؤمنوا
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ويصدقوه وينصروه .
قال
أبو جعفر : وأولى الأقوال بالصواب عندنا في تأويل هذه الآية : أن جميع ذلك خبر من الله - عز وجل - عن أنبيائه أنه أخذ ميثاقهم به ، وألزمهم دعاء أممها
[ ص: 559 ] إليه ، والإقرار به . لأن ابتداء الآية خبر من الله - عز وجل - عن أنبيائه أنه أخذ ميثاقهم ، ثم وصف الذي أخذ به ميثاقهم فقال : هو كذا وهو كذا .
وإنما قلنا إن ما أخبر الله أنه أخذ به مواثيق أنبيائه من ذلك ، قد أخذت الأنبياء مواثيق أممها به ، لأنها أرسلت لتدعو عباد الله إلى الدينونة بما أمرت بالدينونة به في أنفسها ، من تصديق رسل الله ، على ما قدمنا البيان قبل .
قال
أبو جعفر : فتأويل الآية : واذكروا يا معشر أهل الكتاب ، إذ أخذ الله ميثاق النبيين لمهما آتيتكم ، أيها النبيون ، من كتاب وحكمة ، ثم جاءكم رسول من عندي مصدق لما معكم ، لتؤمنن به يقول : لتصدقنه ولتنصرنه .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في ذلك بما : -
7337 - حدثنا به
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قوله : " لما آتيتكم " يقول
لليهود : أخذت ميثاق النبيين
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، وهو الذي ذكر في الكتاب عندكم .
فتأويل ذلك على قول
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي الذي ذكرناه : واذكروا ، يا معشر أهل الكتاب ، إذ أخذ الله ميثاق النبيين بما آتيتكم ، أيها
اليهود ، من كتاب وحكمة .
وهذا الذي قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي كان تأويلا له وجه ، لو كان التنزيل : " بما آتيتكم " ولكن التنزيل باللام " لما آتيتكم " . وغير جائز في لغة أحد من العرب أن يقال : "
أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم " بمعنى : بما آتيتكم .