[ ص: 560 ] القول في
تأويل قوله ( قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين بما ذكر ، فقال لهم تعالى ذكره : أأقررتم بالميثاق الذي واثقتموني عليه : من أنكم مهما أتاكم رسول من عندي مصدق لما معكم " لتؤمنن به ولتنصرنه " " وأخذتم على ذلك إصري " ؟ يقول : وأخذتم على ما واثقتموني عليه من الإيمان بالرسل التي تأتيكم بتصديق ما معكم من عندي والقيام بنصرتهم " إصري " . يعني عهدي ووصيتي ، وقبلتم في ذلك مني ورضيتموه .
و " الأخذ " : هو القبول - في هذا الموضع - والرضى ، من قولهم : " أخذ الوالي عليه البيعة " بمعنى : بايعه وقبل ولايته ورضي بها .
وقد بينا معنى " الإصر " باختلاف المختلفين فيه ، والصحيح من القول في ذلك فيما مضى قبل ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
وحذفت " الفاء " من قوله : " قال أأقررتم " لأنه ابتداء كلام ، على نحو ما قد بينا في نظائره فيما مضى .
[ ص: 561 ]
وأما قوله : " قالوا أقررنا " فإنه يعني به : قال النبيون الذين أخذ الله ميثاقهم بما ذكر في هذه الآية : أقررنا بما ألزمتنا من الإيمان برسلك الذين ترسلهم مصدقين لما معنا من كتبك ، وبنصرتهم .