[ ص: 286 ] (
إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا ( 74 )
ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا ( 75 )
جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ( 76 )
ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ( 77 ) )
(
إنه من يأت ربه مجرما ) قيل : هذا ابتداء كلام من الله تعالى . وقيل : من تمام قول السحرة ( مجرما ) أي : مشركا ، يعني :
مات على الشرك ، (
فإن له جهنم لا يموت فيها ) فيستريح ، (
ولا يحيا ) حياة ينتفع بها . (
ومن يأته ) قرأ
أبو عمرو ساكنة الهاء ويختلسها
أبو جعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16810وقالون ويعقوب ، وقرأ الآخرون بالإشباع ، ( مؤمنا )
مات على الإيمان ، (
قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا ) الرفيعة ، و ( العلا ) جمع ، و " العليا " تأنيث الأعلى . (
جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ) أي : تطهر من الذنوب . وقال
الكلبي :
أعطى زكاة نفسه وقال لا إله إلا الله .
أخبرنا
أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا
أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد السمسار ، أخبرنا
أبو أحمد حمزة بن محمد بن عباس الدهقان ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14793أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، أخبرنا
أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن
عطية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815107 " إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الدري في أفق من آفاق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما " قوله عز وجل : (
ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي ) أي : سر بهم ليلا من أرض مصر ، (
فاضرب لهم طريقا في البحر ) أي اجعل لهم طريقا في البحر بالضرب بالعصا ، ( يبسا ) يابسا ليس فيه ماء ولا طين ، وذلك أن الله أيبس لهم الطريق في البحر ، (
لا تخاف دركا ) قرأ
حمزة [ ص: 287 ] " لا تخف " بالجزم على النهي ، والباقون بالألف والرفع على النفي ، لقوله تعالى : (
ولا تخشى ) قيل : لا تخاف أن يدركك فرعون من ورائك ولا تخشى أن يغرقك البحر أمامك .