[ ص: 73 ] (
وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ( 7 )
أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ( 8 )
انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ( 9 )
تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا ( 10 ) )
(
وقالوا مال هذا الرسول ) يعنون
محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، ) ( يأكل الطعام ) كما نأكل نحن ، (
ويمشي في الأسواق ) يلتمس المعاش كما نمشي ، فلا يجوز أن يمتاز عنا بالنبوة ، وكانوا يقولون له : لست أنت بملك ولا بملك ، لأنك تأكل والملك لا يأكل ، ولست بملك لأن الملك لا يتسوق ، وأنت تتسوق وتتبذل . وما قالوه فاسد; لأن أكله الطعام لكونه آدميا ، ومشيه في الأسواق لتواضعه ، وكان ذلك صفة له ، وشيء من ذلك لا ينافي النبوة . (
لولا أنزل إليه ملك ) فيصدقه ، (
فيكون معه نذيرا ) داعيا . (
أو يلقى إليه كنز ) أي : ينزل عليه كنز من السماء ينفقه ، فلا يحتاج إلى التردد والتصرف في طلب المعاش ، (
أو تكون له جنة ) بستان ، ) ( يأكل منها ) قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : " نأكل " بالنون أي : نأكل نحن منها ، (
وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) مخدوعا . وقيل : مصروفا عن الحق . ) ( انظر ) يا
محمد ، (
كيف ضربوا لك الأمثال ) يعني الأشباه ، فقالوا : مسحور ، محتاج ، وغيره ، ) ( فضلوا ) عن الحق ، (
فلا يستطيعون سبيلا ) إلى الهدى ومخرجا عن الضلالة . (
تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك ) الذي قالوا ، أو أفضل من الكنز والبستان الذي ذكروا ، وروى
عكرمة عن
ابن عباس قال : يعني خيرا من المشي في الأسواق والتماس المعاش . ثم بين ذلك الخير فقال : (
جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا ) بيوتا مشيدة ، والعرب تسمي كل بيت مشيد قصرا ، وقرأ
ابن كثير ، وابن عامر ، وعاصم برواية
أبي بكر : " ويجعل " برفع اللام ، وقرأ الآخرون بجزمها على محل الجزاء في قوله : " إن شاء جعل لك " .
[ ص: 74 ]
أخبرنا
أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الكشميهني ، أخبرنا
أبو طاهر محمد بن الحارث ، أخبرنا
أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا
عبد الله بن محمود ، أخبرنا
إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، عن
يحيى بن أيوب ، حدثني
عبد الله بن زخر ، عن
علي بن يزيد ، عن
القاسم بن أبي عبد الرحمن ، عن
أبي أمامة nindex.php?page=hadith&LINKID=815208عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت : لا يا رب ، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما ، وقال ثلاثا أو نحو هذا ، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك ، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك " .
حدثنا
أبو طاهر المطهر بن علي بن عبيد الله الفارسي ، أخبرنا
أبو ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني ، أخبرنا
أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ ، أخبرنا
أبو يعلى ، حدثنا
محمد بن بكار ، حدثنا
أبو معشر عن
سعيد يعني المقبري ، عن
عائشة قالت :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو شئت لسارت معي جبال الذهب ، جاءني ملك إن حجزته لتساوي الكعبة ، فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ، ويقول : إن شئت نبيا عبدا ، وإن شئت نبيا ملكا ، فنظرت إلى جبريل فأشار إلي أن ضع نفسك ، فقلت : نبيا عبدا " قال : فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك لا يأكل متكئا يقول : " آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد " .