(
وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا ( 31 )
وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ( 32 ) (
ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ( 33 )
الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا ( 34 ) )
( وكذلك جعلنا ) يعني : كما جعلنا لك أعداء من مشركي قومك كذلك جعلنا ، (
لكل نبي عدوا من المجرمين ) يعني : المشركين . قال
مقاتل : يقول لا يكبرن عليك ، فإن الأنبياء قبلك قد لقيت هذا من قومهم ، فاصبر لأمري كما صبروا ، فإني ناصرك وهاديك ، (
وكفى بربك هاديا ونصيرا وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ) كما أنزلت التوراة على
موسى والإنجيل على
عيسى والزبور على
داود . قال الله تعالى : ) ( كذلك ) فعلت ، (
لنثبت به فؤادك ) أي :
أنزلناه متفرقا ليقوى به قلبك فتعيه وتحفظه ، فإن الكتب أنزلت على الأنبياء يكتبون ويقرءون ، وأنزل الله القرآن على نبي أمي لا يكتب ولا يقرأ ، ولأن من القرآن الناسخ والمنسوخ ، ومنه ما هو جواب لمن سأل عن أمور ، ففرقناه ليكون أوعى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأيسر على العامل به . (
ورتلناه ترتيلا ) قال
ابن عباس : بيناه بيانا ، والترتيل : التبيين في ترسل وتثبت . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : فصلناه تفصيلا . وقال
مجاهد : بعضه في إثر بعض . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي والحسن وقتادة : فرقناه تفريقا ، آية بعد آية . (
ولا يأتونك ) يا
محمد يعني : هؤلاء المشركين ، ) ( بمثل ) يضربونه في إبطال أمرك (
إلا جئناك بالحق ) يعني بما ترد به ما جاءوا به من المثل وتبطله ، فسمي ما يوردون من الشبه مثلا وسمي ما يدفع به الشبه حقا ، ) ( وأحسن تفسيرا ) أي : بيانا وتفصيلا و " التفسير " : تفعيل ، من الفسر ، وهو كشف ما قد غطي . ثم ذكر مآل هؤلاء المشركين فقال : ) ( الذين ) [ أي : هم الذين ] (
يحشرون على وجوههم ) فيساقون ويجرون ، (
إلى جهنم أولئك شر مكانا ) أي : مكانة ومنزلة ، ويقال : منزلا ومصيرا ، ) ( وأضل سبيلا ) أخطأ طريقا .