[ ص: 16 ] (
قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد ( 15 ) )
(
الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار ( 16 )
الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار ( 17 ) )
قوله تعالى (
قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله ) قرأه العامة بكسر الراء ، وروى
أبو بكر عن
عاصم بضم الراء ، وهما لغتان كالعدوان والعدوان .
أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا
محمد بن يوسف ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، أنا
يحيى بن سليمان ، حدثني
ابن وهب ، حدثني
مالك عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502382 " إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة فيقولون : لبيك ربنا وسعديك والخير كله في يديك ، فيقول : هل رضيتم؟ فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك؟ فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون : يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا " .
قوله تعالى ( والله بصير بالعباد )
( الذين يقولون ) إن شئت جعلت محل الذين خفضا ردا على قوله ( للذين اتقوا ) وإن شئت جعلته رفعا على الابتداء ، ويحتمل أن يكون نصبا تقديره أعني الذين يقولون (
ربنا إننا آمنا ) صدقنا (
فاغفر لنا ذنوبنا ) استرها علينا وتجاوز عنا (
وقنا عذاب النار )
(
الصابرين والصادقين ) إن شئت نصبتها على المدح ، وإن شئت خفضتها على النعت ، يعني
الصابرين في أداء الأمر وعن ارتكاب النهي ، وعلى البأساء والضراء وحين البأس ،
والصادقين في إيمانهم ، قال
قتادة : هم قوم صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وألسنتهم فصدقوا في السر والعلانية (
والقانتين ) المطيعين المصلين (
والمنفقين ) أموالهم في طاعة الله (
والمستغفرين بالأسحار ) قال
مجاهد وقتادة والكلبي : يعني المصلين بالأسحار وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم أنه قال : هم الذين يصلون الصبح في الجماعة ، وقيل بالسحر لقربه من
[ ص: 17 ] الصبح وقال
الحسن : مدوا الصلاة إلى السحر ثم استغفروا ، وقال
نافع كان
ابن عمر رضي الله عنه يحيي الليل ثم يقول : يا
نافع أسحرنا؟ فأقول : لا فيعاود الصلاة فإذا قلت : نعم قعد يستغفر الله ويدعو حتى يصبح
أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا
أبو محمد بن الحسن بن أحمد المخلدي ، حدثنا
أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، أنا
قتيبة [ بن سعيد ] أنا
يعقوب بن عبد الرحمن ، عن
سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502383 " ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل فيقول : أنا الملك أنا الملك ، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له " .
وحكي عن
الحسن أن
لقمان قال لابنه : يا بني لا تكن أعجز من هذا الديك يصوت من الأسحار وأنت نائم على فراشك .