[ ص: 192 ] (
إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ( 7 )
فلا تطع المكذبين ( 8 )
ودوا لو تدهن فيدهنون ( 9 )
ولا تطع كل حلاف مهين ( 10 )
هماز مشاء بنميم ( 11 )
مناع للخير معتد أثيم ( 12 )
عتل بعد ذلك زنيم ( 13 ) )
(
إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين فلا تطع المكذبين ) ، يعني مشركي
مكة فإنهم كانوا يدعونه إلى دين آبائه فنهاه أن يطيعهم .
(
ودوا لو تدهن فيدهنون ) قال :
الضحاك لو تكفر فيكفرون . قال
الكلبي : لو تلين لهم فيلينون لك . قال
الحسن : لو تصانعهم في دينك فيصانعونك في دينهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : لو تنافق وترائي فينافقون ويراءون . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : أرادوا أن تعبد آلهتهم مدة ويعبدون الله مدة .
(
ولا تطع كل حلاف مهين ) كثير الحلف بالباطل . قال [
مقاتل : يعني ]
الوليد بن المغيرة . وقيل :
الأسود بن عبد يغوث . وقال
عطاء :
الأخنس بن شريق ( مهين ) ضعيف حقير . قيل : هو فعيل من المهانة وهي قلة الرأي والتمييز . وقال
ابن عباس : كذاب . وهو قريب من الأول لأن الإنسان إنما يكذب لمهانة نفسه عليه .
( هماز ) مغتاب يأكل لحوم الناس بالطعن والغيبة . قال
الحسن : هو الذي يغمز بأخيه في المجلس ، كقوله : " همزة " (
مشاء بنميم ) قتات يسعى بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم .
(
مناع للخير ) بخيل بالمال . قال
ابن عباس : " مناع للخير " أي للإسلام يمنع ولده وعشيرته عن الإسلام يقول : لئن دخل واحد منكم في دين
محمد لا أنفعه بشيء أبدا ( معتد ) ظلوم يتعدى الحق ( أثيم ) فاجر . ( عتل ) العتل : الغليظ الجافي . وقال
الحسن : هو الفاحش الخلق السيئ الخلق . قال
الفراء : هو الشديد الخصومة في الباطل وقال
الكلبي : هو الشديد في كفره ، وكل شديد عند العرب عتل ، وأصله من العتل وهو الدفع بالعنف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير : " العتل " الأكول الشروب القوي الشديد [ في كفره ] لا يزن في الميزان شعيرة ، يدفع الملك من أولئك سبعين ألفا في النار دفعة
[ ص: 193 ] واحدة ( بعد ذلك ) أي مع ذلك ، يريد مع ما وصفناه به ( زنيم ) وهو الدعي [ الملصق ] بالقوم وليس منهم . قال
عطاء عن
ابن عباس : يريد مع [ هذا ] هو دعي في
قريش وليس منهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17058مرة الهمداني : إنما ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة . وقيل : " الزنيم " الذي له زنمة كزنمة الشاة .
وروى
عكرمة عن
ابن عباس أنه قال في هذه الآية : نعت فلم يعرف حتى قيل زنيم فعرف ، وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها .
وقال
سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال : يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : لا نعلم أن الله وصف أحدا ولا ذكر من عيوبه ما ذكر من عيوب
الوليد بن المغيرة فألحق به عارا لا يفارقه في الدنيا والآخرة .
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أخبرنا
أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان الواعظ ، حدثني
أبو محمد بن زنجويه بن محمد ، حدثنا
علي بن الحسين الهلالي ، حدثنا
عبد الله بن الوليد العدني عن
سفيان ، حدثني
معبد بن خالد القيسي ، عن
حارثة بن وهب الخزاعي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815833 " ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ، ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ [ مستكبر ] " .