قوله وقوله - تعالى - : زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين الآية كذا لأبي ذر ، nindex.php?page=showalam&ids=12021ولأبي زيد المروزي " حب الشهوات الآية " وللإسماعيلي مثل أبي ذر وزاد " إلى قوله ذلك متاع الحياة الدنيا " وساق ذلك في رواية كريمة . وقوله " زين " قيل الحكمة في ترك الإفصاح بالذي زين أن يتناول اللفظ جميع من تصح نسبة التزيين إليه وإن كان العلم أحاط بأنه سبحانه وتعالى هو الفاعل بالحقيقة فهو الذي أوجد الدنيا وما فيها وهيأها للانتفاع وجعل القلوب مائلة إليها وإلى ذلك الإشارة بالتزيين ليدخل فيه حديث النفس ووسوسة الشيطان ونسبة ذلك إلى الله - تعالى - باعتبار الخلق والتقدير والتهيئة ونسبة ذلك للشيطان باعتبار ما أقدره الله عليه من التسلط على الآدمي بالوسوسة الناشئ عنها حديث النفس وقال ابن التين بدأ في الآية بالنساء لأنهن أشد الأشياء فتنة للرجال ومنه حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=856502ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء قال ومعنى تزيينها إعجاب الرجل بها وطواعيته لها والقناطير جمع قنطار واختلف في تقديره فقيل سبعون ألف دينار وقيل سبعة آلاف دينار وقيل مائة وعشرون رطلا وقيل مائة رطل وقيل ألف مثقال وقيل ألف ومائتا أوقية وقيل معناه الشيء الكثير مأخوذ من عقد الشيء وإحكامه وقال ابن عطية : القول الأخير قيل هذا أصح الأقوال لكن يختلف القنطار في البلاد باختلافها في قدر الوقية
[ ص: 264 ] قوله ( وقال عمر : اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا ، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه ) سقط هذا التعليق في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12021أبي زيد المروزي وفي هذا الأثر إشارة إلى أن فاعل التزيين المذكور في الآية هو الله وأن تزيين ذلك بمعنى تحسينه في قلوب بني آدم وأنهم جبلوا على ذلك لكن منهم من استمر على ما طبع عليه من ذلك وانهمك فيه وهو المذموم ومنهم من راعى فيه الأمر والنهي ووقف عند ما حد له من ذلك وذلك بمجاهدة نفسه بتوفيق الله - تعالى - له فهذا لم يتناوله الذم ومنهم من ارتقى عن ذلك فزهد فيه بعد أن قدر عليه وأعرض عنه مع إقباله عليه وتمكنه منه فهذا هو المقام المحمود وإلى ذلك الإشارة بقول عمر " اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه " .
وأثره هذا وصله nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في غرائب مالك من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن أبي أويس عن مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=17316يحيى بن سعيد هو الأنصاري " أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أتى بمال من المشرق يقال له نفل كسرى فأمر به فصب وغطي ثم دعا الناس فاجتمعوا ثم أمر به فكشف عنه فإذا حلي كثير وجوهر ومتاع فبكى عمر وحمد الله عز وجل فقالوا له ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ هذه غنائم غنمها الله لنا ونزعها من أهلها ، فقال ما فتح من هذا على قوم إلا سفكوا دماءهم واستحلوا حرمتهم . قال فحدثني nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم أنه بقي من ذلك المال مناطق وخواتم فرفع فقال له عبد الله بن أرقم : حتى متى تحبسه لا تقسمه قال بلى إذا رأيتني فارغا فآذني به فلما رآه فارغا بسط شيئا في حش نخلة ثم جاء به في مكتل فصبه فكأنه استكثره ثم قال اللهم أنت قلت زين للناس حب الشهوات ، فتلا الآية حتى فرغ منها ثم قال لا نستطيع إلا أن نحب ما زينت لنا فقني شره وارزقني أن أنفقه في حقك فما قام حتى ما بقي منه شيء " وأخرجه أيضا من طريق عبد العزيز بن يحيى المدني عن مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن أبيه نحوه وهذا موصول لكن في سنده إلى عبد العزيز ضعف وقال بعد قوله واستحلوا حرمتهم وقطعوا أرحامهم فما رام حتى قسمه وبقيت منه قطع وقال بعد قوله لا نستطيع إلا أن يتزين لنا ما زينت لنا والباقي نحوه وزاد في آخره قصة أخرى
قوله : nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان هو ابن عيينة .
قوله ثم قال إن هذا المال ربما قال سفيان : قال لي يا حكيم إن هذا المال فاعل قال أولا هو النبي - صلى الله عليه وسلم - والقائل " ربما " هو nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المدايني راويه عن سفيان والقائل قال لي هو حكيم بن حزام صحابي الحديث المذكور وحكيم بالرفع بغير تنوين منادى مفرد حذف منه حرف النداء وظاهر السياق أن حكيما قال لسفيان وليس كذلك لأنه لم يدركه لأن بين وفاة حكيم ومولد سفيان نحو الخمسين سنة ولهذا لا يقرأ حكيم بالتنوين وإنما المراد أن سفيان رواه مرة بلفظ " ثم قال " أي النبي - صلى الله عليه وسلم - " إن هذا المال " ومرة بلفظ " ثم قال لي يا حكيم إن هذا المال إلخ " وقد وقع بإثبات حرف النداء في معظم الروايات وإنما سقط من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12021أبي زيد المروزي وتقدم شرح قوله " فمن أخذه بطيب نفس إلخ " في باب " الاستعفاف عن المسألة " من كتاب الزكاة وتقدم شرح قوله : في آخره nindex.php?page=hadith&LINKID=856503واليد العليا خير من اليد السفلى في " باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى " من كتاب الزكاة أيضا وقوله " بورك له فيه " زاد nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من رواية إبراهيم بن يسار عن سفيان بسنده ومتنه وإبراهيم كان أحد الحفاظ وفيه مقال