باب إذا أسلم على يديه وكان الحسن لا يرى له ولاية وقال النبي صلى الله عليه وسلم الولاء لمن أعتق ويذكر عن تميم الداري رفعه قال هو أولى الناس بمحياه ومماته واختلفوا في صحة هذا الخبر
قوله : ( باب إذا أسلم على يديه ) كذا للنسفي ، وزاد الفربري والأكثر " رجل " ووقع في رواية الكشميهني " الرجل " وبالتنكير أولى .
قوله : ( وكان الحسن لا يرى له ولاية ) كذا للأكثر ، وفي رواية الكشميهني " ولاء " بالهمز بدل الياء ، من الولاء وهو المراد بالولاية ، وأثر الحسن هذا وهو البصري وصله nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري في جامعه عن مطرف عن الشعبي وعن nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس ، وهو ابن عبيد عن الحسن قالا في الرجل يوالي الرجل قالا : هو بين المسلمين ، وقال سفيان : وبذلك أقول .
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن سفيان ، وكذا رواه الدارمي عن أبي نعيم عن سفيان ، وأخرجه ابن أبي شيبة أيضا من طريق يونس عن الحسن : لا يرثه ، إلا إن شاء أوصى له بماله .
[ ص: 47 ] قوله : ( ويذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري رفعه : هو أولى الناس بمحياه ومماته ) هذا الحديث أغفله من صنف في الأطراف وكذا من صنف في رجال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، لم يذكروا nindex.php?page=showalam&ids=155تميما الداري فيمن أخرج له ، وهو ثابت في جميع النسخ هنا . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من روايته حديثا في الإيمان لكن جعله ترجمة باب ، وهو nindex.php?page=hadith&LINKID=849244الدين النصيحة وقد أخرجه مسلم من حديثه وليس له عنده غيره ، وقد تكلمت عليه هناك ، وذكرته من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وغيره أيضا فلم يتعين المراد في تميم ، وهو ابن أوس بن خارجة بن سواد اللخمي ثم الداري نسب إلى بني الدار بن لخم ، وكان من أهل الشام ويتعاطى التجارة في الجاهلية ، وكان يهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيقبل منه ، وكان إسلامه سنة تسع من الهجرة ، وقد حدث النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه وهو على المنبر عن تميم بقصة الجساسة والدجال ، وعد ذلك في مناقبه ، وفي رواية الأكابر عن الأصاغر ، وقد وجدت رواية النبي - صلى الله عليه وسلم - عن غير تميم ، وذلك فيما أخرجه أبو عبد الله بن منده في " معرفة الصحابة " في ترجمة زرعة بن سيف بن ذي يزن فساق بسنده إلى زرعة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إليه كتابا وفيه : " وأن مالك بن مزرد الرهاوي قد حدثني أنك أسلمت وقاتلت المشركين فأبشر بخير ، الحديث .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري من أفاضل الصحابة وله مناقب ، وهو أول من أسرج المساجد وأول من قضى على الناس أخرجهما nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، وسكن تميم بيت المقدس وكان سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقطعه عيون وغيرها إذا فتحت ففعل فتسلمها بذلك لما فتحت في زمن عمر ، ذكر ذلك ابن سعد وغيره ، ومات تميم سنة أربعين . وقوله : " رفعه " هو في معنى قوله : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحوها ، وقد وصله nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تاريخه وأبو داود .
nindex.php?page=showalam&ids=12510وابن أبي عاصم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والباغندي في " مسند عمر بن عبد العزيز " بالعنعنة كلهم من طريق عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال : " سمعت عبيد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز عن nindex.php?page=showalam&ids=16812قبيصة بن ذؤيب عن nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=849245قلت : يا رسول الله ، ما السنة في الرجل يسلم على يدي رجل من المسلمين؟ قال : هو أولى الناس بمحياه ومماته .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قال بعضهم عن ابن موهب سمع تميما ، ولا يصح لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=849223الولاء لمن أعتق وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : هذا الحديث ليس بثابت ، إنما يرويه عبد العزيز بن عمر عن ابن موهب ، وابن موهب ليس بالمعروف ، ولا نعلمه لقي تميما ، ومثل هذا لا يثبت ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : ضعف أحمد هذا الحديث .
وأخرجه أحمد والدارمي nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع وغيره عن عبد العزيز عن ابن موهب عن تميم . وصرح بعضهم بسماع ابن موهب من تميم .
وأما الترمذي فقال : ليس إسناده بمتصل . قال : وأدخل بعضهم بين ابن موهب وبين تميم قبيصة ، رواه يحيى بن حمزة .
قلت : ومن طريقه أخرجه من بدأت بذكره ، وقال بعضهم إنه تفرد فيه بذكر قبيصة ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=11813أبو إسحاق السبيعي عن ابن موهب بدون ذكر تميم أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا ، وقال ابن المنذر : هذا الحديث مضطرب : هل هو عن ابن موهب عن تميم أو بينهما قبيصة؟ وقال بعض الرواة فيه عن عبد الله بن موهب وبعضهم : ابن موهب ، وعبد العزيز راويه ليس بالحافظ .
قلت : هو من رجال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري كما تقدم في الأشربة ولكنه ليس بالمكثر ، وأما ابن موهب فلم يدرك تميما ، وقد أشار nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي إلى أن الرواية التي وقع التصريح فيها بسماعه من تميم خطأ ، ولكن وثقه بعضهم ، وكان عمر بن عبد العزيز ولاه القضاء ، ونقل أبو زرعة الدمشقي في تاريخه بسند له صحيح عن الأوزاعي أنه كان يدفع هذا الحديث ، ولا يرى له وجها ، وصحح هذا الحديث أبو زرعة الدمشقي وقال : " هو حديث حسن المخرج متصل " ، وإلى ذلك أشار nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بقوله : واختلفوا في صحة هذا الخبر ، وجزم في " التاريخ " بأنه لا يصح لمعارضته حديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=849224إنما الولاء لمن أعتق ويؤخذ منه أنه لو صح سنده لما قاوم هذا الحديث ، وعلى التنزل فتردد في الجمع هل يخص عموم [ ص: 48 ] الحديث المتفق على صحته بهذا فيستثنى منه من أسلم أو تؤول الأولوية في قوله : " أولى الناس " بمعنى النصرة والمعاونة وما أشبه ذلك لا بالميراث ويبقى الحديث المتفق على صحته على عمومه؟ جنح الجمهور إلى الثاني ورجحانه ظاهر ، وبه جزم ابن القصار فيما حكاه ابن بطال فقال : لو صح الحديث لكان تأويله أنه أحق بموالاته في النصر والإعانة والصلاة عليه إذا مات ونحو ذلك ، ولو جاء الحديث بلفظ أحق بميراثه لوجب تخصيص الأول والله أعلم .
قال ابن المنذر : قال الجمهور بقول الحسن في ذلك ، وقال حماد nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة وأصحابه وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي أنه يستمر إن عقل عنه ، وإن لم يعقل عنه فله أن يتحول لغيره واستحق الثاني وهلم جرا ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي قول آخر : ليس له أن يتحول ، وعنه إن استمر إلى أن مات تحول عنه ، وبه قال إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز ، ووقع ذلك في طريق الباغندي التي أسلفتها ، وفي غيرها أنه أعطى رجلا أسلم على يديه رجل فمات وترك مالا وبنتا نصف المال الذي بقي بعد نصيب البنت .
ثم ذكر المصنف حديث ابن عمر في قصة بريرة من أجل قوله فيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=849223فإن الولاء لمن أعتق ؛ لأن اللام فيه للاختصاص أي الولاء مختص بمن أعتق ، وقد تقدم توجيهه . وقوله فيه : " لا يمنعك " وقع في رواية الكشميهني : " لا يمنعنك " بالتأكيد .